الاثنين، ديسمبر 24، 2018

إخاء




وقفتُ أمامَ انحسار البكاءْ
رهينَ اشتياقٍ لهَتْكِ الجفاءْ

فما ولّدَ الدمعُ غير الفتورِ
كأني نشيدٌ ذوى حينَ جاءْ

أرجّلُ ذكرى فيزورّ كِبْرا
ويتركني رعشَةً في الشتاءْ

كأنَّ امرأ القيسِ أوحى له
بسلّ الثيابِ من الأصفياءْ

وفتلِ الملامِ وشدّ النجومِ
لتحرسَ قمّةَ هذا الشقاءْ

فلا بأسَ! لا بأسَ إنَّ العبورَ
إلى النورِ عبر جسورِ العناءْ

وإن كثُر الجمعُ عند الرخاء
فسوف يقلّونَ بعد الرخاءْ


ويفقد دعواهُ من أزعجَتْ
نواياهُ كهربَةٌ في اللقاءْ

وأما أنا فبجسمي حريقٌ
وإني أرى الهولَ يحجِبُ ماءْ

عسيرٌ عليَّ ذوابُ التفاني
على عتباتِ منيفِ الإخاءْ

فأوله رحلَةٌ في الأماني
وآخره صرخَةٌ في العَرَاءْ

بها تستبينُ القلوبُ القلوبَ
وفي الكرْبِ مدرسَةٌ للضياءْ

ناصر الخزيم


ليست هناك تعليقات: