الاثنين، ديسمبر 24، 2018

إلى قناة الجزيرة

لأنّا صَحِبْنَا المجدَ كُنّا لكمْ غَمّا
وأنّكمُ خُنتُمْ أعدْنا لكم صرمَا

رَميتُم بأحقادٍ، ولمْ نَسْعَ سعْيَكُمْ
فكنتُم ضحايا ما رميتُمْ، ولمْ نُرمَى

إذا زلّ خطّاءٌ جعلتُمْ ذنوبَهُ
ذنوبًا لنا، والحقّ لا ينفَعُ الصّمّا!

تضمّونَ أعوادَ الهشيمِ بلهفَةٍ
لنارٍ تريدونَ الشريفَ لها طُعْمَا

شرحْتُم وأطنبتُم خِلالَ نفوسِكمْ
بِخِفّةِ عقلٍ آثَرَ الحُمْقَ والظّلْمَا

أريتُم صغارَ النّاسِ قبلَ كبارِهمْ
بأنّا إذا قُلنا وقلتُم نلِي الحِلْمَا

صنعتُم أمام الخلقِ دارَ مكيدَةٍ
فأبصرها الزّاكي، وسارَ لها الأعمى

تجوعون لا يغني بطونًا تعوّدَتْ
على الغِلّ إلا ما يكونُ لها سُقْما

فمِن هذه الأدواءِ شِيبَتْ عقولُكم
ومنها الأذى قولا ومنها الغَبا فَهْما

وذَلّتْ لكمْ أسبابُ كُلّ رذيلَةٍ
فذُقْتُمْ بها ذلّا، ونلتُمْ بها ذمّا

وسرتُم مع الأعداءِ نحو حصوننا
فكنتمْ لنا حربًا، وكنتم لهم سِلْمَا

تُفرّقُكم أهواءُ دينٍ ومذهَبٍ
ويجمعُكم بغضٌ لدولتِنا العُظمَى

ويجمعُنا دينٌ وحبٌّ ودولَةٌ
وبيعَةُ صدقٍ قد أجبنَا بها القَرْمَا

يحيدُ عن التشغيبِ ممتلئا حزمَا
ويُقبل عند الجِدّ ممتلئا عزما

فضائلُ سلمانٍ أقامَتْ وأقعَدَتْ
فكانتْ لنا نُعمى، وكانت لكم سُمّا

فكونوا كما أنتمْ فلسنا نرى لكم
عقابا سوى أنْ كان مُعظمُكم بـ.... !

ناصر الخزيم

13 / 2 / 1440

ليست هناك تعليقات: