الاثنين، ديسمبر 24، 2018

جليس صالح

حديثُهُ ذابَا
في الرُّوحِ وانسَابَا

يجيءُ كالبُشْرى 
عِطْرًا وترحابَا

ينسَلُّ أضواءً
من منطِقٍ طابَا

فإن مضى أبقَى
في النفسِ آرابَا

وإن أتى آبَتْ
للنبْعِ إذ آبَا


يُصيِّرُ المَعْنَى
واللفْظَ أتْرابَا

بِموجَزٍ يُبدي
معناهُ إطنابَا

ويجعلُ الحلْوَى
لقولِهِ بَابَا

فإنْ أَلِجْ أَقْطِفْ
نَجواهُ إعجابَا

وإن جَرى أغرِفْ
عِلْمًا وآدابَا

ورأيُهُ يُحذي
في الأرضِ طُلابَا


كأنَّهُ دَوْحٌ
تَبثُّ أسرابا

وإنْ بدا لَبْسٌ
انداحَ إعرابَا

لمْ يغلُ في مدحٍ
وليسَ عيَّابَا

بل يقصدُ المَرْمَى
مُسنّنًا نابَا

ويصطفي صَيْدًا
يسرُّ أصحابَا

لقيتُهُ شَدوًا
يموجُ وثَّابَا

عَدلا إذا عادى
غيثًا إذا حابَى

عاتَبْتُهُ يومًا
فَشَعَّ إعتَابَا

وردّني نورًا
وكنتُ مرتابَا

يشُدّ في حِلْمٍ
للحبّ أسبابَا 

وإنْ علا لغوٌ
في مجلسٍ غابَا

وحارَ في يأسٍ
مَنْ كان مُغتابَا

وارتدَّ مكسورًا
من كان كذّابَا

إذ قد رأى صُبحًا
يُذِلُّ مَنْ خابَا

ما أطيبَ اللقيا
بِصيّبٍ صابَا

ناصر بن عبد الله الخزيّم 

ليست هناك تعليقات: