الثلاثاء، ديسمبر 16، 2014

ذِكْرى البكيريَّة

مِن «البُكيْريِّة» الأَرسَالُ (1) في أَلَقِ
تغزو بنفسي حَشًا مَشْبُوبَةَ الحُرَقِ

تُذكِي بها الذكرياتِ العذبُ دافِقُها
أَجْري بِهَا جَذِلًا أدنو إلى الأُفُقِ

ما أجمَلَ الشّدْوَ في ذِكْرِ الأحبَّةِ إذْ
يُنْسي الفِراقَ وَلَوْ يُنْمَىٰ إلى الأَرَقِ !

مرَّتْ ملامِحُكِ الأحلامُ تَقطِفُهَا
أنتِ «البُكيْريَّةُ» المزدانَةُ الطُّرُقِ

تاريخُكِ المَجْدُ في «نجدٍ» تُكرِّرهُ
أفعالُ مَنْ وَرِثُوا الأمجادَ كالثَّدَقِ (2)

يا ليتَ شَدْوِي بِكِ الرّنَّانَ يبهِجُني
بِذكرِ من علَّموا الطُّلّابَ في الحِلَقِ
أنفاسُهمْ عَبِقَتْ بالعلمِ وازدهرتْ
في غيرِ صُقْعٍ بدَتْ فَيَّاضةَ الغَدَقِ

في «جَادَّةِ النَّخلِ» سِرْ تلْقىٰ معالِمَها
تحكي حديثًا لهُ إشْرَاقَةُ الفَلَقِ

اُعْبرْ إلى «مسجِدِ التَّحْتِي» فإنَّ لهُ
مع الذي حولَه رِيًّا لمُغْتَبِقِ (3)

أخبارهُ قد روتْ تاريخَ بلْدَتِنا
إنَّ «البكيريَّةَ» ازْدانَتْ لدَى الحَدَقِ

لي في ملاعبها ألفٌ مُلوَّنةٌ
وألفُ ناحيةٍ تَهْمي بِمُنْدَفِقِ

لي فيكِ يا بلدتي مَنْ حُبُّه شُعَلٌ
مَنْ فضلهُ يُثْقِلُ العرفانَ في الخَفِقِ (4)

لفظُ «البكيّريةِ» الأفواهُ تعشَقُهُ
لفظٌ يذوبُ لذيذَ الطَّعْمِ في الذُّلُقِ (5)

وأنتِ.. أنتِ التي ذاعَتْ فضائلُها
شَعَّتْ محاسِنُها كالنَّجْمِ في الغَسَقِ

ناصر بن عبد الله الخزيِّم
حلاة الجلْه 24 / 2 / 1436

(1) الأرسال: الجماعات المُرسلة.
(2) الثدق: المطر.
(3) المغتبق: يشرب ما يُشرَبُ في العَشِي.
(4) الخَفِق –هنا-: القلب.

(5) الذّلُقُ: اللسان أو حده.

الأحد، نوفمبر 16، 2014

مودَّةٌ وعِتاب .. (مساجلة شعريَّة)



بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشاعرُ الفاضل الأستاذ/ سامي بن أحمد القاسم:

يا ناصرًا طَرَق الأدبْ
من ناحتٍ بان العتبْ

حتى بدَتْ كلماته
كالنار تأكل في الحطبْ

يا ابن الخزيم نحوكم
قلبي  تراقص أو وثبْ

أكرم بكم من أسرة
العلم يرفع و النسبْ

هلا تزور «شَقِيقَنا» (1)
حيث التمور مع العنبْ
إن  جئتَ نفرح كلنا
و الحزن ولى أو هربْ

#ناحت_صخر


فأجبتُه بهذه الأبيات –محاولا مجاراة إبداعه وحُسن تلطُّفه-:

عتبٌ يَهُزُّ ولا عَجَبْ !
فالخِلُّ يَقصِفُ إنْ عتِبْ

يا ناحتًا دُررًا بـِـهَــا
وَشْيُ الكلامِ قد انسكبْ

يُشْجي إذا شِعرًا كَتَبْ
يجري بأسطُره الذَّهَبْ

أقْصِرْ فقد فَلَقَ العِتا
بُ فؤادَ مَنْ لكُمُ ارتَقَبْ

نبتَتْ مودَّاتٌ بهِ
والحبُّ يُثْمِرُ إنْ وُهِبْ

إنِّي على العهدِ الذي
يُعطي المحبَّةَ ما يجِبْ

إنَّ «الشُقَيقَ» أزورُها (1)
في القلبِ مِنْ خَلْفِ الحُجُبْ !

فعَسَى يُيَسَّر أمرُها
فأرىٰ بدوحتِها الرُّطَبْ

وأرىٰ الأُخوَّةَ بسمةً
في ظلِّ صافيةِ العُبُبْ (2)

وأراكَ في الأحساءِ يَـا
سَامِي على أعْلَىٰ الرُّتَبْ

دعني أعاتبُ إنَّني
أُخْلِي العتابَ من الغَضَبْ

أطريتَ نفسيَ إنني
كالغُصْنِ يَثْقُلُ بالعِنبْ

ناصر بن عبد الله الخزيّم
22 / 1 / 1436

(1) الشقيق: قرية في الأحساء، وهي قرية الشاعر أحمد القاسم.

(2) العُبُب: الماء المتدفق.

الثلاثاء، أكتوبر 21، 2014

العُمرُ يمضي !



أسَفٌ في جوفِ قلبي يحُلُّ
لو أديرُ الفكْرَ فيه يجِلُّ

طارَ عمري في دروبِ الأماني
ذابَ عزمي، والثّمارُ تَقِلُّ

ليتَ شعري هل قليلي معيدٌ
من كثيرٍ فاتَ، شيئًا يبُلُّ ؟!

هل مكاني في الصَّباحِ صَوابٌ
منهُ أدنو لمرادي أتلُّ ؟

بل أراني في صباحي أغني !
...في زوالِ الشَّمسِ يهرب ظِلُّ



ناصر بن عبد الله الخزيّم

ليلة: 22 / 12 / 1435هـ.

الأربعاء، أكتوبر 08، 2014

حَــديثُ الَّليْل

              
بقلبي زحامٌ مِنْ همومٍ تُواثِبُهْ
وغمٌّ كمثلِ النّسْرِ غارَتْ مخالبُهْ
يُزلْزِلُنِي –ليلًا- فأعدو إلى الفَضَا
عساهُ إذا لاقَىٰ الظَّلامَ يُجاذبُهْ
فأسْكُبُ من سُودِ الغُموم ثقيلَهَا
وأوُسِعُ من صدري فتَتْرَىٰ عجائبُهْ
إذا ما ادلهَمَّ الليلُ زانَتْ نجومُهُ
وصارتْ كطفْلٍ ضاحكٍ فألاعبُهْ
ويبهرني البَدْرُ المنيرُ إذا مشَتْ
قوافلُ غَيْمٍ عَنْه تبدو مناقِبُهْ
حديثُ الليالي يُعجِبُ القلبَ طولُهُ
تريني عجيبَ الحِسِّ –طوْرًا- كواكبُهْ
وطورًا تُزيحُ الهَمَّ هَبَّةُ رِيحِهِ
ويجلو عَنِ الذكرىٰ الجميلةِ شاهِبُهْ
ألا أيها الليلُ الجميلُ ألا انتظرْ
وحدِّثْ فؤادي كي تناءىٰ نوائبُهْ
وحدِّثْ عن الجسْرِ العجيبِ منامُهُ
وسَيْرٍ على رغمِ الظَّلامِ يُشَاغِبُهْ
أرىٰ شاحناتٍ بالدُّجى قد تسلسَلَتْ
على شارعٍ نحْوَ «الرّيَاضِ» مذاهبُهْ
عليهَا من الأحمالِ حِمْلُ بواخِرٍ
...صغارُ  النَّواجي مثلَ موجٍ تغالبُهْ
فأذكَرني طُولَ العناءِ عناؤها
وأذكرني هَمًّا ثقيلًا أصاحِبُهْ
وأذكرني السَّيرُ الرهيبُ ازْدِحَامُهُ
بنبْلِ المنايا قَدْ رَمَتْنَا كتائبُهْ
حديثُكَ يا ليلِي طويلٌ فأَجْتني
معَ الثَّمَرِ الزَّاكي مريرًا أجانِبُهْ !
إذا طالَ في وَهْمِ النُّفوسِ حديثُنَا
تَسَرَّبَ في القولِ الكثيرِ معاطِبُهْ
ناصر بن عبد الله الخزيِّم
 6 / 12 / 1435


الأحد، أكتوبر 05، 2014

أنــَّـات !

أنَّات !

ثورةٌ للأنين ْ
من مسيرِ السنين ْ
ثارَ جُرحٌ دفين ْ
ثمَّ صارَ يُبين ْ

▫️

يشرحُ الماضياتْ
في زمانِ الشَّتاتْ
سارَ عُمْرٌ وفاتْ
والرُّفاتُ عِظاتْ

▫️

صار روحي ينوحْ
كيفَ هُدّتْ صُرُوحْ ؟!
قد تطول الشروحْ
بمدادِ الجروحْ !

▫️

فُرَصٌ قد أتتْ
أثمَرتْ فانتَهَتْ
دونَ قطْفٍ مضتْ !
كيف نفسي لهَتْ ؟!

▫️

هل لماضٍ مضىٰ
عودةٌ تُرتضىٰ
ثمّ نبني الفضَا
...فات ذا وانقضىٰ !

▫️

يا لنوحٍ أليمْ
لا يعيدُ القديمْ
فهْوَ عظْمٌ رميمْ
راحَ عنهُ المُليمْ !

▫️

آهِ مِنِّي وآهْ
كيفَ تمضي الحياهْ
بسمةً في الشفاهْ
دونَ سعيٍ أراهْ

▫️

سوفَ يفنى البليدْ
لليالي يُبيدْ
دونَ سعيٍ حَميدْ
دونَ شيء يُفيدْ

▫️

هل بروحي قبورْ ؟
أنَا فيها أدورْ
أستحثُّ الصُّخورْ
كي تكونَ قصورْ

▫️

يا فؤادي أفقْ
قبلَ غيبِ الشَّفَقْ
امتلئ كالطُّرُقْ
ثمَّ هيَّا انطلقْ

▫️

في بقايا الأملْ
ابتَهِلْ ثمَّ قُل:
يا إلاهي الأَجَلّْ
اغفرِنَّ الزّلَلْ !

▫️

لك ربّي البَقَا
هبْ لقلبي التُّقَى
والهُدى والنَّقَا
من جِهاتِ الشّقَا


ناصر بن عبد الله الخزيّم
٤ / ١٢ / ١٤٣٥

الثلاثاء، سبتمبر 23، 2014

لا تَسْألنِي !

دخَلَ أحدُ الإخوة مجموعةً في برنامج الـ"واتس أب" ووجدَ الأعضاء يتحدثون في أمرِ صنعاء –طهَّرها الله من الروافض الأنجاس!-، فسأل: «هل سقطتْ صنعاء؟»
فرددتُ عليه بهذه القصيدة –من بحر الخبب-:

تَسْألُ: «هلْ سقَطتْ صنعاءْ ؟
-لم أسْمَعْ نشرَةَ أنباءْ !-»

قِفْ، لا، لا تسألني.. أبدًا !
واسألْ –إنْ شئتَ- الأشلاءْ

واسألْ أفئِدَةً تفقدُنا
واسألْ نيرانًا ودماءْ

واسألْ عُضوًا لو نفقدُهُ
حشَرَتْنا  دابٌ سَوْداءْ

واسْألْ حيَّاتٍ تتلوَّى
تَثعُبُ سُمَّا.. تثعُبُ داءْ

تكتُبُ تاريخًا في وطَنٍ
بلسانٍ مرسِلُهُ قاءْ

بخسيسِ الدَّعوى يرفعُها
وتراه أَلَدَّ الأعداءْ

وخيَاناتٍ كانتْ تطفو
حتَّى رَجفَتْ بالأنْحَاء


صرَخَ الحوثيُّ لِيُسِمِعَنَا:
«المَوتُ لِأمْريكَا جاءْ

قد قالوا شيئًا نسمعُهُ
فسمِعْنا ما كان خفاءْ !

جاءَتْ أمريكا يحدُوها
أمَلٌ في الحوثِيْ ورجاءْ

ركَضَ الحوثيُّ لأوباما:
«يا أوبامَا نحنُ فِدَاءْ»!

تلْكَ الأفعالُ تحدّثنا
والقولُ على ذاكَ غِطاءْ !

قدْ جاءَ الثُّعبانُ القاني
لاقَى الأسودَ.. تَـمَّ إخاءْ

قد عوَّدَنَا الحُوثيُّ على
صَوْتٍ عالٍ صارَ ريَاءْ !

هذا الحوثيُّ من النَّوكَى
يرجُمُ كلبًا بالصحراءْ

فيقول لمنْ كانوا معَهُ
تُرِكَ الحدُّ.. نريدُ قضاءْ !!

يقصدُ شَتْمَ الصدِّيقَةِ بِنْـــ
تِ الصِّدِّيقِ بدُونِ حيَاء !! (*)

لا تعجَبْ فالحوثيُّ إذا
شاءَ أمَامًا راحَ وراءْ !

ناصر بن عبد الله الخزيّم
28 / 11 / 1435 هــ

(*) من خبيثِ أفعال حسين بدر الدين الحوثي أنَّه كان يأخذُ كلبةً سوداء –أكرمكم الله!-، ويدفنُ نصفَهَا، ثم يقول –أخزاه الله!-: «ارموا عائشةَ التي لم يُقَمْ عليها الحدّ !» [ذكر ذلك محمد بن عبد الله الإمام في كتابه: «بوائق رافضة اليمن في الماضي والحاضر»]


رضي الله عن الطاهرة المبرَّأة أمِّ المؤمنين وزوجِ خاتم النبيين صلى الله عليه وسلّم !

قصَّة تائه !



في سرابِ الحُبِّ أبْعَدْ
ثمَّ في الوهْمِ تشرَّدْ
صاحَ في التِّيهِ ونادى
-في بُكاءٍ وتَوَجُّدْ-:
¦¦¦
يا حبيبَ القلبِ هَـلّا
في طريقي لكَ تجمُدْ
أنتَ في كلِّ طريقٍ
وجدَارٍ لَكَ مَشْهَدْ
في مغاراتٍ أتوهُ
ثمَّ للبحثِ أجدِّدْ
ثُمَّ ألقاكَ وأنسى
أينَ نفسي أينَ أوجَدْ؟!
¦¦¦
هذهِ حالُ الحيارى
تحتَ سيفٍ ليسَ يُغْمَدْ

ناصر بن عبد الله الخزيّم
23 / 11 / 1435