الجمعة، يونيو 05، 2015

هكذا الدنيا ، فصبرًا على ما قدَّر الله

في يوم الأحد ١٣ / ٨ صلينا على أم عبد الله بن محمد الخزيم، جدة أبنائي -رحمها الله- من أمهم، وكانت امرأة معروفة بالصلاح له في قلوب أقاربها منزلة كبيرة رحمها الله.
وقد كتبت فيها راثيا ومعزيا ومذكّرا نفسي وغيري:



عجيبٌ من النفسِ انغلاقُ غمامةٍ
على جانِبَيْ قلْبٍ عن الفِكرِ يُحجَبُ

أننسىٰ بأنَّ الموتَ لا بُدَّ آتيًا
وأنَّ هُجومَ الموتِ وَقتٌ مُغيَّبُ؟!

هنيئًا لمنْ أدَّى الأمانةَ واتَّقَىٰ
وكانَ على حُسْنِ العبادَةِ يدأبُ

هَنيئًا لمنْ كانت مخافةُ رَبِّهِ
حجابًا لهُ من حَرِّ نارٍ تَلَهَّبُ

لَهَـوْنَا، وهذا العصرُ ليلٌ تشعَّبَتْ
دروبُ الحيارَى فيه، والليلُ غيهبُ

وصارتْ نفوسُ الظَّامئينَ إلى الهُدَىٰ
تتوقُ لنبْعِ السالفين وتشرَبُ

فإنَّ بقايا السَّالفين منابِعٌ
بزهدٍ وصدقٍ في العبادَةِ، تعذُبُ

وإنَّ التي قد ساءَ أمرُ وفاتها
قلوبًا، لها من خير ما نحن نحسَبُ

حَصاَنٌ رزانٌ، والقريبُ مشاهِدٌ
سَنَاها، ويَسْري للبعيدِ ويُعِجِبُ

أأبناءَ عَمِّي، إنَّ أمًّا كأمِّكمْ
حقيقٌ بها الفخْرُ المُنيفُ المُذهَّبُ

أأبناءَ من كانتْ تُذيبُ حياتَها
لكي لا ترى وجهًا حبيبًا يُقطِّبُ

سعَيتُم ببرٍّ في علاجِ كريمةٍ
وكانتْ بِفُلْكِ الحُبِّ والبِرِّ تَرْكَبُ

أأبناءَ من كانتْ تعضُّ شفاهها
من الوجَعِ الضَّاري، يَمُرُّ ويتعِبُ

تُضِيءُ -إذا مَرَّ القَريبُ- بِبَسمةٍ
ويفْري حَشَاها داءُ بَطنٍ مُعذِّبُ

فيا ربِّ لا تحْرِمْ «مُنيرَةَ» أجْرَ مَنْ
بصبرٍ على داءٍ دهَىٰ يتقَرَّبُ

حقيقٌ بنا الحزنُ المُذِيبُ كُبودَنَا
عليها، ففقْدُ الأمِّ –أيضًا- يُعذّبُ

أأبناءَ عَمِّي، إنَّ فَقْدَ «مُنيرَةٍ»
عسيرٌ، ولكنَّ الأمورَ تقلَّبُ

فموتٌ يُزيلُ الجسمَ خيرٌ من الذي
يزيلُ ضياءَ القلبِ، والجسْمُ يَلعَبُ

أأبناءَ عمِّي، ذاكَ أمرٌ مُقَدَّرٌ
فصبرًا، فإنَّ الصبرَ للخيرِ يَجلبُ

وخيرٌ من الإسرافِ في الحُزْنِ دَعوةٌ
ننادي بها الرحمٰنَ دوْمًا ونطلبُ

إلٰهي، إلهَ العالمين وخالقي
أنِــرْ قبرَهَا بالعفوِ، عَفْوُكَ أقرَبُ

وأوسعْ لها فيهِ، فإنَّك راحِمٌ
غفورٌ عَظيمُ المَنِّ، فَضْلُكَ أرحَبُ !

تغَمَّدْ –بفَضْلٍ منكَ- ربّي! «مُنيرةً»
بأعلىٰ جِنانِ الخُلْدِ، جودَكَ نرغبُ !



ناصر بن عبد الله الخزيم