السبت، فبراير 07، 2015

جراح البردُّوني وجرحُ «اليَمَن»

جراح البردُّوني وجرحُ «اليَمَن»
                                  -مجاراة لقصيدة البردُّوني «فلسفة الجراح»-

ماتتْ جراحُكَ في التي تتألمُ
ودُفِنْتَ في أرضٍ ثَرَاها مُؤلَــمُ

تبكي جراحَكَ أيُّ جُرْحٍ قد بَدَىٰ
-بعد ارتحالِكَ- في ديارِكَ يُؤلِمُ ؟!

فلقد تفجَّرت الجراحُ بأرضِها
ومَشَىٰ على «يَـمَـنِ» الأُباةِ المأتَمُ

وَسَعَىٰ الشَّقَاءُ بكلّ ناحيةٍ لهُ
خُرْسُ الجِراحِ دماؤها تتكلَّمُ

نبتَ الأسىٰ في تُرْبِهَا وتقطَّعتْ
أوصالُهَا وسَرَىٰ الذي يتضرّمُ

العلقميُّ يبيضُ في أرْضِ العرو
بَةِ رِجْسَهُ، ليفيضَ فيها العلقمُ

باضَ الأسافلَ، والرَّذائلُ بشَّرَتْ
إيرانَ بالسَّيْفِ اليَمانِي يُحْطَمُ

ماجوا بأكذبِ دعوةٍ وعقيدةٍ
فيها خُرَافاتُ الأعاجِمُ تُرْسَمُ

رَكِبَ الخيانةَ أحمقٌ متحذلقٌ
كادَ البلادَ، فغَالَهَا مَنْ أَجْرمُوا

وتعاضدتْ أيدي السَّفَاهةِ والخدا
عِ على ربوعٍ في البلاد ستُعْدَمُ

وتأخَّرَتْ أيدٍ لها شَرَفٌ عريــــ
ــقٌ لَيْتَها بسيوفِها تتقدَّمُ

يا شاعرَ «اليمن السعيدِ» تمزَّقَتْ
بَسَمَاتُ صَبْرِ الأرْضِ.. كيْفَ ستبسُمُ؟!

لم يترك الفَدَمُ الغشومُ مساحَةً
فيها يجولُ ندَىٰ الخيالِ المنْعِمُ !

«يَـمَنُ» العروبَةِ بالرَّزَايا زُلْزِلَتْ
فتحيَّرتْ عنْ ضَبطِ شأْنٍ يَلْزَمُ

إِنْ صُغْتَ «فلسَفَةَ الجِراحِ» نشائدًا
فلِجُرحِ «صَنْعَا» حُرقَةٌ تتفحَّمُ

ربَّاهُ نَصْرَك أنتَ أعظَمُ واهبٍ
أنتَ الرَّحيمُ المُسْتَعَانُ الأكرَمُ !

ناصر بن عبدالله الخزيّم

ليلة 18 / 4 / 1436