الثلاثاء، ديسمبر 22، 2015

التفاتة لاجئ سوري

التفاتة لاجئ سوري

من بينِ أشلاءِ أشياءٍ تُغَشِّينا
 
صَولاتُ بَردٍ بلا دِرْعٍ تُدَفِّينَا
  
مِنْ بَعْدِ أن أقفرَتْ خَيْماتُنا قَلَعَتْ
 
أطنابَها عاصِفٌ هبَّتْ تُعَرِّينَا
  
وأسبلَ الغيْمُ وَبْلا مُغْرِقًا طُرُقًا
 
وحاصَرَ الثلْجُ حاجَاتٍ تُعَزِّينا
  
واكتظَّ في مَلْجَإٍ عُسْرٌ ومَسْغَبَةٌ
 
وانشَتَّ مجمَعُنا، واعتاقَ ناسينَا
  
أطفالُنا في نيوبِ البَرْدِ تندُبُهمْ
 
أصواتُنا والتفافُ الموْتِ يَبْرينا
  
يا حسْرَةً سكَنَتْ في القلبِ يفجؤها
 
إقبالُ جَيْشٍ من الآلامِ يَفْرينَا
  
نبكي ولا تنتهي ألفافُ دائِرَةٍ
 
مِنَ الأسَى اجْتمعَتْ أجناسُها فينا
  
كم غرَّنا مَرْكَبٌ كُنَّا نؤمّلُهُ
 
فقادنا نحوَ أغوارٍ تُعنِّينَا
  
قَدْ هُزَّ سِترٌ على بشَّارَ يَستُرُهُ
 
فانزاحَ عن سافِلٍ بزَّ الملاعِينَا
  
سُحقًا لذكرى حَوَتْ في السَّهوِ صُورَتَهُ
 
يا ويْحَ بؤسٍ دعا نحوي الشيَاطينَا
  
قد قصَّ قولي عليكم بعضَ محنتنا
 
وحُرقَةً وَشَّحَتْ باقي مآسينَا
  

ناصر الخزيّم
9 / 3 / 1437