الثلاثاء، أكتوبر 21، 2014

العُمرُ يمضي !



أسَفٌ في جوفِ قلبي يحُلُّ
لو أديرُ الفكْرَ فيه يجِلُّ

طارَ عمري في دروبِ الأماني
ذابَ عزمي، والثّمارُ تَقِلُّ

ليتَ شعري هل قليلي معيدٌ
من كثيرٍ فاتَ، شيئًا يبُلُّ ؟!

هل مكاني في الصَّباحِ صَوابٌ
منهُ أدنو لمرادي أتلُّ ؟

بل أراني في صباحي أغني !
...في زوالِ الشَّمسِ يهرب ظِلُّ



ناصر بن عبد الله الخزيّم

ليلة: 22 / 12 / 1435هـ.

الأربعاء، أكتوبر 08، 2014

حَــديثُ الَّليْل

              
بقلبي زحامٌ مِنْ همومٍ تُواثِبُهْ
وغمٌّ كمثلِ النّسْرِ غارَتْ مخالبُهْ
يُزلْزِلُنِي –ليلًا- فأعدو إلى الفَضَا
عساهُ إذا لاقَىٰ الظَّلامَ يُجاذبُهْ
فأسْكُبُ من سُودِ الغُموم ثقيلَهَا
وأوُسِعُ من صدري فتَتْرَىٰ عجائبُهْ
إذا ما ادلهَمَّ الليلُ زانَتْ نجومُهُ
وصارتْ كطفْلٍ ضاحكٍ فألاعبُهْ
ويبهرني البَدْرُ المنيرُ إذا مشَتْ
قوافلُ غَيْمٍ عَنْه تبدو مناقِبُهْ
حديثُ الليالي يُعجِبُ القلبَ طولُهُ
تريني عجيبَ الحِسِّ –طوْرًا- كواكبُهْ
وطورًا تُزيحُ الهَمَّ هَبَّةُ رِيحِهِ
ويجلو عَنِ الذكرىٰ الجميلةِ شاهِبُهْ
ألا أيها الليلُ الجميلُ ألا انتظرْ
وحدِّثْ فؤادي كي تناءىٰ نوائبُهْ
وحدِّثْ عن الجسْرِ العجيبِ منامُهُ
وسَيْرٍ على رغمِ الظَّلامِ يُشَاغِبُهْ
أرىٰ شاحناتٍ بالدُّجى قد تسلسَلَتْ
على شارعٍ نحْوَ «الرّيَاضِ» مذاهبُهْ
عليهَا من الأحمالِ حِمْلُ بواخِرٍ
...صغارُ  النَّواجي مثلَ موجٍ تغالبُهْ
فأذكَرني طُولَ العناءِ عناؤها
وأذكرني هَمًّا ثقيلًا أصاحِبُهْ
وأذكرني السَّيرُ الرهيبُ ازْدِحَامُهُ
بنبْلِ المنايا قَدْ رَمَتْنَا كتائبُهْ
حديثُكَ يا ليلِي طويلٌ فأَجْتني
معَ الثَّمَرِ الزَّاكي مريرًا أجانِبُهْ !
إذا طالَ في وَهْمِ النُّفوسِ حديثُنَا
تَسَرَّبَ في القولِ الكثيرِ معاطِبُهْ
ناصر بن عبد الله الخزيِّم
 6 / 12 / 1435


الأحد، أكتوبر 05، 2014

أنــَّـات !

أنَّات !

ثورةٌ للأنين ْ
من مسيرِ السنين ْ
ثارَ جُرحٌ دفين ْ
ثمَّ صارَ يُبين ْ

▫️

يشرحُ الماضياتْ
في زمانِ الشَّتاتْ
سارَ عُمْرٌ وفاتْ
والرُّفاتُ عِظاتْ

▫️

صار روحي ينوحْ
كيفَ هُدّتْ صُرُوحْ ؟!
قد تطول الشروحْ
بمدادِ الجروحْ !

▫️

فُرَصٌ قد أتتْ
أثمَرتْ فانتَهَتْ
دونَ قطْفٍ مضتْ !
كيف نفسي لهَتْ ؟!

▫️

هل لماضٍ مضىٰ
عودةٌ تُرتضىٰ
ثمّ نبني الفضَا
...فات ذا وانقضىٰ !

▫️

يا لنوحٍ أليمْ
لا يعيدُ القديمْ
فهْوَ عظْمٌ رميمْ
راحَ عنهُ المُليمْ !

▫️

آهِ مِنِّي وآهْ
كيفَ تمضي الحياهْ
بسمةً في الشفاهْ
دونَ سعيٍ أراهْ

▫️

سوفَ يفنى البليدْ
لليالي يُبيدْ
دونَ سعيٍ حَميدْ
دونَ شيء يُفيدْ

▫️

هل بروحي قبورْ ؟
أنَا فيها أدورْ
أستحثُّ الصُّخورْ
كي تكونَ قصورْ

▫️

يا فؤادي أفقْ
قبلَ غيبِ الشَّفَقْ
امتلئ كالطُّرُقْ
ثمَّ هيَّا انطلقْ

▫️

في بقايا الأملْ
ابتَهِلْ ثمَّ قُل:
يا إلاهي الأَجَلّْ
اغفرِنَّ الزّلَلْ !

▫️

لك ربّي البَقَا
هبْ لقلبي التُّقَى
والهُدى والنَّقَا
من جِهاتِ الشّقَا


ناصر بن عبد الله الخزيّم
٤ / ١٢ / ١٤٣٥