الأربعاء، سبتمبر 30، 2015

خذ مكاني





أيها العابرُ خُذني
لحياةٍ أنتَ فيها

خذ قصوري وضِيَاعي
ومطايًا أمتطيها

خُذْ مكاني وحذائي
وثيابًا أرتديها

أعطني رجليكَ عنها
دع حياتي تحتويها


ناصر الخزيم

نهر الذكريات


غارقٌ  في جَوفِ ذاتي
مَعْ نِثَارِ الذِّكْرياتِ 

هَزَّ نَفْسي مَرُّ ذِكرَىٰ
بعدَ جَمعٍ مُسْرِعَاتِ

هٰذه تُهْدي ابتسامًا
خَلفَ سِرْبِ المُبكياتِ

هٰذهِ تَخْطَفُ فِكري
تلك تُجري عَبَرَاتي

إنَّ للذِّكرى حديثًا
يخلِطُ اليومَ حياتي

كنتُ شِلْوًا في فؤادي
صرتُ عُودًا في الفُراتِ

بينَ فيضٍ مِنْ أنينٍ
مَعْ فِياضِ الهَمَسَاتِ

أيّ ذكرى أمتطيها
عن هديرِ العاتياتِ؟

أيّ نجوًى في شفاهي
ترقبُ البوْحَ يؤاتي؟

يُعْقِبُ البَوْحُ شجونًا
يسرِقُ النَّوْحُ الْتِفَاتي

هل بقائي مع هُتافٍ
مُطْفِئٌ حرْبَ الشَّتاتِ؟

ليتَ عهدًا قد تَقَضَّى
كانَ يُعْلي دَرَجَاتي

ليتَ ما كُنتُ عليهِ
من أشَفِّ الصَّافياتِ

ليتَ «ليتًا» لي أعادَتْ
فُرْصةً بَعْدَ الفواتِ
***
ليس للفَوتِ مَعَادٌ
فاشتغِلْ في شأْنِ آتِ

إنَّما الدُّنيا غُرورٌ
طالَ في الدّنيا سُبَاتي!

ربِّ وفِّقني لسَعْيٍ
فيه أحْظَىٰ بالنَّجاةِ

فيه أَرْقَىٰ لِمَعَالٍ
مِن نِيَافِ المكرُماتِ

ناصر الخزيم

السعوديّة

تَسْمو السّعوديَّة

بِرَغْمِ أنوفِ الغَدْرِ تَسْمُو السُّعُوديَّةْ
وَيَحْمي غِراسَ الخيْرِ دِرْعٌ حديديَّةْ

بلادٌ بها التوحيدُ شاعَ ضياؤهُ
وتبعثُ للدنيا منابرَ سُنيّة

يقول الذي قد زارها وهْو منصفٌ:
كَتَبْتُم بضَوءِ الأمْنِ أَسْطَعَ تِبْرِيَّةْ

طبعتُم كتابَ الله ثم تسابقتْ
أياديكمُ للبذلِ جهرا وسريّةْ

بَنَيْتُمْ بيوتَ الله في كُلّ بُقعةٍ
وشِدتُم صروحا كالمشاعل علميّة

ملأْتُم ديارَ الشرقِ والغربِ دعوةً
إلى أوسَطِ الأديانِ دونَ "حروريّة"

ستُعْمي الحقودَ الغِرَّ شمسُ بلادكمْ
وتزكِمُهُ أفضالُ دارٍ عبيريّةْ

فلا يعرفُ العِرفان غيرُ صِحَابِهِ
ولا يكمُلُ الإخلاصُ حقًّا بلا نيّةْ

فموتوا بغيظ يا خوارجُ إنّكمْ
فراشٌ رَنَتْ للنور تُهلكها كيّة

وداعِشُ عن دربِ الحقيقةِ قد عَشَتْ
قلوبُ ذويها في مهالِكَ فِكْريّةْ


لأنّ الهوى يُغوي ويُودي ركوبُهُ
وأنّ غشاءَ الجهلِ كهْفٌ حلوكيّةْ

سنرمي بنورِ العلمِ سودَ عناكبٍ
ويمنعُ صرحُ الأمنِ مكرُ سلوليّة 

وياربّ احفظْ للبلادِ زعيمَها
وخيرًا بها يُزْكي بلادَ السعوديّةْ

ناصر بن عبد الله الخزيم


الاثنين، سبتمبر 14، 2015

وداع



جاءَتْ تفاصيلُ الوَدَاعِ تُعَذِّبُهْ
إِنْ ردَّ قولَ دُمُوعِهِ سَتُكَذِّبُهْ

قد كانَ يرجُو أنْ يبوحَ بوجْدِهِ
لٰكِنَّ طَبْعًا في الرِّجالِ يُؤَنِّبُهْ

يُبدي السُّلُوَّ كأنَّهُ بِك زاهِدٌ
وَيَئِنُّ مِنْ قَرَمِ المَحَبَّةِ «أَشْعَبُهْ»

حشَدَ الفراقُ غيومَ هَمٍّ مُوْدِعٍ
نفسي بسجْنِ الليلِ قلَّتْ أشْهُبُهْ

يا غَفلَةً تغْشَىٰ الحبيبَ إذا مَشَىٰ
وسعىٰ بعِرق القلبِ منِّي يسحبُهْ

أتَتُلُّهُ، وتغيبُ عنِّيَ مُسرعًا؟
وتَشُبُّ نارَ الهَجْرِ، ثُمَّ تكبكِبُهْ؟!

فأكون مع ماءِ الجفونِ بِكُرْبَةٍ
أأصونُهُ مُتَصبِّرًا، أم أسْكُبُهْ؟

ويُهِيجُني عِطْرٌ تركتَ معَ الصَّدَى
والصمتُ يسكنُ في الفراغِ فأرهَبُهْ

وتلوحُ لي بَسَمَاتُ ثغرِكَ.. هَشَّهَا
وقْعُ العُبوسِ لواقعٍ لي أرْكَبُهْ

آهٍ وجَدْتُ بدارِنا كأسًا بِهِ
شايٌ، مَعَ النِعناعِ كنتَ ستشرَبُهْ

أأقومُ من فرْطِ المحبَّة واثبًا
وأصيحُ: خُذْ ما قد نسيتَ وترغبُهْ !

فلعلّني أجِدُ التفاتًا من بعيـ
ـدٍ أو يكلّمني خيالٌ أرقُبُهْ

رَدَّ السَّرابُ العَذْبُ، حينَ أتيتُهُ،
بزواله! .. ما زالَ وَهْمي يَطْلُبُهْ!

إنّ الوداعَ حديثُه مُتطاولٌ
ينمو وأصغُرُ في الظلامِ أخضِّبُهْ

لوّنْتُ أشباحًا تنوبُ وأوجُهًا
تنأى حقائقُها، وشعرًا أكتُبُهْ



#ناصر_الخزيم
٢٦ / ١١ / ١٤٣٦

#أدب_الرحيل

أنشودةٌ لأمّي

حَمَامَةٌ في فؤادي
تختارُ للبوحِ لَحْنَا

مأخوذةً بشجونٍ
تمتدّ غصنا فغصنا

وتسرقُ الوجدَ لفظا
كي يهطلَ اللفظُ معنىٰ

والغيمُ قد ذابَ شَهْدًا
واهتزّ غصنٌ وغنّى

قصيدتي الآن تشدو
فالقلبُ للأمِّ حنّا

أمّي أراكِ بعيدًا
من طَلعَةِ البدرِ أسنَى

أمِّي ستعثُرُ رجلي
إنْ قلتُ: إنّيَ أحْنَىٰ!

حنانُ أمّي رِياضٌ
تفيضُ حبّا وأمنَا

هاجَتْ لها ذكرياتٌ
تزدان شكلا ولونَا

تمُرُّ كالسربِ عِطْرًا
وتسكُبُ الشوقَ فَنَّا

أقولُ ماذا وأبدي؟!
من أينَ أبدأُ أينَا ؟!

أقولُ: أنتِ.. فتسمو
على مقَاليَ حُسنَا

وأذكرُ الدُرَّ حينًا
فيُغمِضُ الدُّرُّ جَفْنَا

وأجمعُ الحُبَّ جيشًا
فتغمرُ الجيشَ مَنَّا

أجِيءُ صهْلَةَ زَهْوٍ
فتنجلي الأُمُّ مُدْنَا

أمي وأمي وأمي
عظُمْتِ حَقًّا وشأنَا

أمي وأمي وأمي
عذُبْتِ في الشعرِ لَحْنَا

نبعُ الأمومَةِ جارٍ
على جفَافٍ تَجَنَّى

تسيلُ نَهْرَ ابتسامٍ
تذوبُ حُبّا وحُزْنَا

إن طالَ عنها حضورٌ
أَتَتْ تُفَتِّشُ عَنَّا


ناصر الخزيم

صرخة في وجه الغفلة

سَفْحُ الهمومِ إذا احتدَمْ
فُرِشَتْ هضابي بالقِمَمْ

قِمَمٌ تبارِزُ نفسَها
تبري نِصالا تزدحِمْ

والعجْزُ يُقْحِلُ نَشوتي
وأسًى يُجادِلُ بالحُمَمْ

فكأنَّ صدري والأسَى
صحراءُ نَجْدٍ تضطرمْ

وأتوهُ عطشانًا بها
والنبعُ إن لاحَ انهَزَمْ

أسَفٌ على شيءٍ مَضى
وَلَهٌ على نورٍ يُؤَمْ

وتقاطعتْ أشواقُ نفْـ
سِي والحوادِثُ والألَمْ

وتآزَرَتْ من ذَوبِهَا
مِحَنٌ يُلوّنُها السَّقَمْ

شَدَّتْ عليَّ حصارَها
لا اليأسُ يجدي لا السأَمْ

فالضرْبُ وَبْلُ قنابِلٍ
ما كانَ رُمحًا أو سَهَمْ

جُرْحٌ تُفتِّقُهُ الجِرَا
حُ وَغُرَّةٌ تُطْلى بِدَمْ

هَمٌّ ينوءُ بِرُؤيَةٍ
والهَمُّ يُقْطَعُ بالأهَمْ !

ضَحِكٌ يُعذِّبُ -إنْ صَدَقـْ
تَ- لأنَّ باعِثهُ النَّدَمْ

لَهوٌ تلتْهُ مراكِبٌ
نَشْوَى.. بِلَحْدٍ ترتَطِمْ

وَقْتٌ يراقبُ -صامتًا-
شُرْبَ الجهولِ من العَدَمْ

أسرَفتُ في نعْيِ الفؤا
دِ لأنَّ غفْلَتَهُ أطَمْ

وصرختُ من طفَحِ الرّمَا
دِ بنارِ ألسِنَةِ القلَمْ

#ناصر_الخزيم
18 / 11 / 1436

براءةٌ شامخة

.
على لسان الطفل الغريق 

سقطتُ وقصّتي قامَتْ
بسيفِ براءتي السَّاطِعْ

تُمَزّقُ قلبَكَ اللاهي
بنقْعِ مرارَة الواقعْ

سقطتُ وموجةٌ خلفي
تحوطُ بياضيَ الناصعْ

سقطتُ ورَكْبُ أحلامي
يذوبُ بدفترٍ دامعْ

سقطتُ وجيشُ آلامي
ينازلُ عالـَمًا واسعْ

أنا لم أدرِ ما أنتمْ!
أنا طفلُ "الأسىٰ الشائعْ"

أنا لم أدرِ من دَفَنَتْ
يداهُ عذوبَةَ النّابعْ

أهذا القاتلُ الممقو
تُ أمْ كلبٌ له تابعْ؟

وهل قومي على رأيٍ
إذِ انطلقوا بلا قاطعْ؟

ليقطعَ خصمَهم إربًا
ويجمعَ شملَهمْ جامِعْ؟

لقدْ ضاعتْ أمانينا
ولمّا نقطف اليانعْ

وكنّا نشحذُ الآما
لَ علَّ سرورنا راجعْ

فصرنا نشحدُ الجِيرا
نَ شيئا علّهُ نافعْ

▫️▫️▫️


حزنتُم بعد أن ذُكرَتْ
دموعٌ من فتىً ضائعْ

حزنتم بعد أن شرحوا 
لكم برنامجَ الجائعْ

حزنتم بعد أن تاهَتْ
سعادةُ ساكنِ الشارعْ

فطرّزْتم دفاتركم
بنبضٍ محزنٍ.. قانعْ !

#ناصر_الخزيم 
١٩ / ١١ / ١٤٣٦