الأحد، أبريل 24، 2016

من ‫#مسالك_أهل_الخصومات‬


﷽ 


صاحبُ السنَّة يتحرى في قوله وفعله واعتقاده وبحثه: موافقةَ السنَّة. يقف عند ما بلغه من أمرِ الله تعالى، لا يجادل فيه، ولا يتكلّف ما لا يعلم، ولا يتعصبُ لغير ما ظهر من الحق الساطع. 

وصاحبُ الهوى: يتحرى نُصرةَ رأيه، أو رأي مَن يحب، أو إغاظةَ عدوه، أو ليتزيَّا بما يظنُّ أنه يُجملّه عند غيره، وقد يدفعه اضطرابُه إلى التلفيق بين مختلف الآراء، ليرضيَ الجميع، أو يُسكتَ ترددا حاكَ في نفسه.

قال الإمامُ أحمد رحمه الله –في أصول السنَّة-عن السُنَّة: «...ولا تُضرَبُ لها الأمثال، ولا تُدرَك بالعقول ولا الأهواء، إنَّما هو الاتباعُ وتركُ الهوى»اهـ.
فالطريقُ إلى السنَّة: اتباع الدليل، والتمسك بما كان عليه أصحابُ النبي ﷺ، والاقتداء بهم وترك البدع.
وليس في الآراء المحضة، وميول النفس، وليس في ما عليه الكثرة من الناس.

قال ﷺ: «من يعشْ منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنَّة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثاتِ الأمور؛ فإنَّ كلَّ محدثة بدعة»اهـ. 

وذكَر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنَّ النجاةَ من العذاب الأليم هو الروايةُ والنقل، وأنَّ العقل وحده لا يكفي، فكما أنَّ نور العين لا يَرى مع ظهور نورٍ قُدَّامه، فكذلك نورُ العقل لا يهتدي إلا إذا طلعتْ عليه شمس الرسالة. [انظر: أضواء من فتاوى شيخ الإسلام في العقيدة: 1/ 22].

ولقد تتابعَتْ في الناس فتنٌ وبُثَّت فيهم آراء، اجتالتْ فِرَقًا منهم إلى مسالك شتَّى، يعيب كلُّ منهم غيرَه، ويُحسن الظنَّ في نفسه، ويركنُ إن عصفَت به الفتن إلى هواه!

والفتنُ كثيرة مختلفة، لكنَّ من شرّها وقوع المرء في فتنة الخصومات في الدين، فإنَّها شتاتٌ تفرَّقَت به القلوب والأديان.
قال ﷺ : «ما ضلَّ قومٌ بعدَ هدى إلا أُوتوا الجدل» [أخرجه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح]
قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: «من جعل دينَه غَرضًا للخصوماتِ أكثرَ التنقُّل».
وقد ذمَّ علماءُ السلف رحمهم اللهَ الجدلَ والمخاصمة في الدين، وحذّروا من سوء عاقبته.
 
ولأهلِ الخصوماتِ –وقاني الله وإياك وتاب عليَّ وعليكَ- مسالك وخصال، أحبُّ أن أقف وإياكَ على شيء من آفاتها، فإنَّ في معرفَة الشرِّ –كما تعلم- ما يردُّ عنه.

1/ قال تعالى: (ولَمَّا ضُرِبَ ابنُ مريمَ مثلا إذا قومُكَ منه يَصِدُّون (57) وقالوا ءألهتنا خيرٌ أم هو ما ضربُوهُ لَكَ إلا جَدَلا بل هم قومٌ خِصمون) [الزخرف: (57، 58)]
وإن رجعتَ إلى سبب نزول الآية ستجد ما يدل على ولعِ المُبطِل بالجدل!
فإنَّ المشركين يعلمون أنَّ المرادَ بقوله تعالى: (وما تعبدون من دون الله حصَبُ جهنَّم) [الأنبياء: 98]: هؤلاء الأصنام [انظر: تفسير البغوي: 7/ 218، ط: طيبة] 
لكنَّ الهوى وحبَّ الجدل والتشغيب والتصيُّد دفعهم إلى أن يقولوا: يزعم محمد أنَّ كلَّ ما عُبد من دون الله في النار فنحن نرضى أن تكونَ آلهتنا مع عيسى وعزير والملائكة في النار! [انظر: تفسير البغوي: 7/ 218]

فلاحظْ أنَّ صاحب الهوى لا يلتفت إلى ما تقوم به الحجة، بل إلى شيء يستطيع به أن يُشغّبَ على خصمه.
وهذه من أبرز سمات أهل الخصومات!

٢/ ولاحظْ أنَّه يتعلَّق بالقياس العليل ويترك الحق الواضح! فالمشركون تعلقوا بشبهة خلاصتها أنَّ النبي ﷺ ساوى في النهي عن عبادة عيسى عليه السلام والنهي عن عبادة الأصنام، وأنَّ كون معبوداتهم في النار، يستلزم كون عيسى عليه السلام كذلك! [راجع تفسير السعدي للآية]
وليس في هذا متمَّسك لهم لكنَّهم كما قال الله تعالى: (قومٌ خَصِمُون).

٣/ثمَّ لاحظ أنَّ أهل الخصومات أهل سفَه تتشوف نفوسهم للمواقف التي يضحكون فيها من مخالفهم، فيوقعهم هذا في بطر الحق. كشأن المشركين مع هذه الشبهة التي تعلقوا بها حيث إنَّهم كما قال العلامة السعدي رحمه الله: «فَرحوا بها، واستبشروا، وجعلوا يصدون ويتباشرون» [تفسيره: 714، ط: مؤسسة الرسالة بتحقيق د.اللويحق].

ثمَّ قلِّب في واقعنا اليوم خصوصا في مواقع التواصل الاجتماعي: تجد أنَّ البعض يُعرضُ عن الحجج، ويتعلّق بما يشغب به على خصمه، فغايته كسر الخصم لا نصر الحق، ثم دقق النظر تجد أنه يتترسُ بواهي الأقيسة، كأن يقارن بين شيئين يزعم أنهما متناقضان، دون ردٍّ النزاع إلى الكتاب والسنة وأهل العلم كما قال تعالى: (فإنْ تنازعتُم في شيء فردُّوه إلى الله والرسولِ إنْ كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر) [النساء: 59].

وستجد أيضًا، أن السخرية والتهكم والتضاحك سيرةٌ غالبة في أهل الخصومات، فهم يسرعون إليها، لا إلى البحث عن الحق، والتأمل في الدلائل، والنصح للخلق، والله المستعان!


ناصر الخزيّم
‪@Nasseralkhozim‬ 

صُدودٌ عارٍ

صدودٌ عَارٍ


قدْ تصبَّاكَ على بُعْدٍ نَبَا

ونبَا عنكَ صفَاءٌ كالصَّبَا

واختَفَتْ بَسْمَةُ حُرٍّ دَمَّعَتْ

أعْذَبَ الذكرى لِلَمْحٍ قد خَبَا !

أيُّها الخِلُّ ، الوفيُّونَ محَوا

أسطُرَ الوَهْمِ بأنْداءِ الرُّبَى

جَبَلُ العَهْدِ ظِليلٌ، والسَّنَا

يفضَحُ الكِذْبَ وتِمثَالَ الغَبَا

فاقصُدِ الظلَّ تراني مُورِقًا

أو إلى النورِ ترى نوري رَبَا

لستُ أرضى أن يموتَ الحُبُّ في

روضَةٍ كانَ الصَّفَا فيها أَبَا

حاطها النهْرُ، وسربُ الطيرِ لَمْ

يلْقَ إملالا يزورُ الملْعَبَا

إنْ تَبارَى النهرُ والطيرُ مَعًا

أرسَلَ الأفْقُ إلينا كوكَبَا

وانتشينا بكؤوسٍ مِنْ رؤى

لا كؤوسِ السُّكْرِ تُذوِي العِنَبَا

ثمَّ قامتْ جُدُرُ الهَجرِ بلا

رُسُلٍ تُبدي لُغاها السَّبَبَا

أَنَا في البحرِ وما فيهِ سِوَى

زورقي، أرْقُبُ صمْتًا لَجِبَا

أبعَثُ العُذْرَ كأنِّي مخطئٌ

أجِدُ الصَدَّ بوجهٍ قَطَّبَا

أركُمُ الأعذارَ تَلًّا عندهُ

أسألُ الأشياءَ عن بوحٍ حَبَا ؟!

فجأَةً ألمَحُ عُذرًا مُقبِلا

أصفرَ الوجْهِ يُحاكي الثَّعْلَبَا

فَلسفيًا يطلبُ الشَّطْحَ ولا

يُبصِرُ الشمْسَ تُنيرُ الحُجُبَا

يا صديقي عهدُنا زاكٍ إذا

ما دعتْكَ الفجرَ أنسامُ الصَّبَا

#ناصر_الخزيم
16 / 7 / 1437

اختطافُ عقل !

..
ماكِرٌ أعجبَ الجهولَ وغَرَّهْ

نَسَجَ الوهْمَ في الكلامِ فجَرَّهْ

ويُوَشِّي ملامِحَ الوجهِ سَمْتٌ

يخضِبُ النّذلَ طاويًا عنه شرَّهْ
 
ثُمَّ غابَتْ رؤاهُ خلفَ أمانٍ

خادعاتٍ تجرُّ للتيهِ فِكْرَهْ

فرأى الغِرَّ شيخَ علمٍ وفتوى

ورأى عالمَ الأنامِ كبَعْرَةْ !

ورأى الداءَ لا الدواء علاجا

لجراحٍ يزيدُها الجهلُ فَورَةْ

ورأى في الجنونِ درْبًا سريعًا

لعُلُوٍّ تغيبُ عنه المجرَّةْ !


ورأى أنَّ داءَنا من وُلاةٍ 

كَسْرُهمْ يُفْلِقُ المنارَ ونَصْرَهْ

ظنَّ أنَّا إذا خَلَونا بفوضى

فضّ عِـزٌّ عَنِ العروبَةِ سِترَهْ !

ورأى أنَّ خَوضَهُ في دمانا

يُمْطِرُ النصرَ للبلادِ ونَهرَهْ

 لا يرانا كـ«بَوشَ» بل نحنُ أخزى

وأحقُّ النحورِ في أنفِ شَفْرَةْ

حدَّها للقريبِ يرجو نجاةً

من موالاةِ «كافرٍ» عابَ سُكْرَهْ !!

فَتَّقَتْ عن كروبِ قلبٍ وبَلْوى

في جوى أمِّهِ مصائبُ مُرَّةْ

غرَّدَتْ للوليدِ بعدَ انبلاجٍ

فَدَهَاها النعيقُ يلطِمُ فَجْرَهْ

كان في جوفها ذخيرَةَ مَجْدٍ

سُرِقَتْ، ثمَّ صار للمجدِ عَورةْ

أمَّلتْ كونَهُ حصيفًا حصينا

ثمَّ هدَّتْ مرابِعَ العقْلِ (فِكرةْ)!

ذابَ جسمٌ لأمنياتٍ أُبيدَتْ

تحتَ رِجْلِ الغَبِيِّ يُحْرِقُ عُمرَهْ

آهِ يا للفؤادِ في صدرِ أمٍّ !

ألهَبَ المحزناتِ مَنْ كان سرَّهْ !

ليتَ من سرَّها بيومٍ تَبَوَّتْ

نفسُهُ –قبلَ موجَةِ التيهِ- قَبْرَهْ

زخرفوا من زيوفِ قولٍ لنهْجٍ

بعدها رامَ مظلمُ العقلِ قَعْرَهْ

أيّ غورٍ يريدُ حين أجالَتْ 

مُقلتاهُ بأسْطُرٍ فوقَ حُفْرَةْ ؟!

هتَكَ السترَ.. بل أجابَ كمينًا

نالَ حَبًّا... فحبَّةً.. ثُمَّ غَدْرَةْ !

نبتَ الغدرُ في ثراهُ وماتَتْ

نِسْمَةُ الفَهْمِ واخضرارٌ ونُظْرَةْ

ليس هديُ الرسول مَنّا على اللهِ

بِحسٍّ يشبُّ في القلبِ جمرَةْ !!


إنَّ هديَ الرسولِ أرفعُ من أنْ

يهَبَ الغدرَ رايَةً مُشمخِرَّةْ !

إنَّ هديَ الرسولِ إعمالُ عِلمٍ

يَعْقِلُ العقلَ عن لجاجَةِ شِـرَّةْ


#ناصر_الخزيم
12 / 7 / 1437

مَسرَحُ الوَجَع


علاكَ بؤسٌ ناطِقٌ خَبَّرَا

بِحَيرةٍ تصيحُ: لِمْ يا تُرى؟!

ما منْ جوابٍ غير قهْرٍ شَدَا

مِنْ بينِ أيدٍ أَخْمَدَتْ للثَّرَى

هذا أبٌ.. وزوجُه بَعْدَهُ

بألْفِ موتٍ، مَوتُها كَبَّرَا...!

ولُعبةٌ تضمٌّها طِفلةٌ

بِلُجَّةٍ ونابِعٍ أحمرَا 

رشَّاشُ حَشْدِ الشرِّ لا ذمّةً

يرعى ولا طفلا جرى ما دَرى !

دكٌّ وحصْدٌ ودعاوى نعَتْ

على القَتِيلِ جُرْمَهُ المُفْتَرَى !

فَمُ العراقِ صيِّتٌ حَشْرَجَتْ

بصوتِهِ مسارحٌ للوَرَى

مَدَّ الرؤى بدهشَةٍ، والجوى

بنارِ ضَيمٍ خانقٍ سُعِّرَا

يبُثُّ شوقهُ عسى أن يرى

بين الأنامِ سلْوةً تُشْتَرَى

أطَّ العراقُ واعتلتْ ظْهرَهُ

جِبَالُ كَرْبٍ كُوِّمَتْ في الذّرَى

ربَّاه زلزلْ من أعادوا الردَّىٰ

ورُدَّ روضَ دِجلَةٍ أخضَرَا !

#ناصر_الخزيم
3 / 7 / 1437

الثلاثاء، أبريل 05، 2016

حوارٌ بين أخٍ وأخيه

بسم الله الرحمن الرحيم

🔸الأخُ الأصغر: السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه
🔹الأخ الأكبر: وعليكم السلام ورحمةُ الله وبركاتُه، حيَّاكَ الله، وكيفَ حالُك مع المدرسة اليومَ؟
🔸الأصغَر: على ما تحبُّ يا أخي، فقد أدّيتُ واجباتِ هذا اليوم، كما طلبها أساتذتي الأفاضل، ولله الحمد.
🔹الأكبر: إنَّ هذا فيما أحسبُ من توفيقِ الله لك، فقد عرفتُك مطيعًا لوالديك، مقبلا على ما ينفعُك، متقنا لما تقومُ به من أعمال. وأسأل الله أن يزيدك توفيقا في الدنيا والآخرة.
🔸الأصغر: آمين، وعلى ذِكْرِ المدرسة يا أخي فقد سمعتُ الطلاب يتحدثون عن ذلك الحادِثِ الغريب الشنيع، أعني قتلَ ذلك الداعشي لابن عمِّه، بحجة أنَّه عسكري!
🔹الأكبر: وماذا يقولُ زملاؤكَ؟
🔸الأصغر: سمعتُ بعضَهم يقول إنَّ هذا الداعشي مسحور، فهل هذا صحيح يا أخي، فإنِّي لا أظنَّ أن أفعال هؤلاء الدواعش تصدر إلا من مسحورٍ أو سكران؟!
🔹الأكبر: اجلسْ يا أخي، لأحدِّثَكَ ببعض ما أعرف.   اعلمْ يا أخي أنَّ هذا الفكرَ الضالَّ الذي دفعَ ذلك الداعشي إلى قتلِ ابنِ عمّه، ودفع آخرَ إلى قتلِ خالِهِ، وثالثًا إلى تهديد والديه بالقتل والعياذ بالله!: فِكْرٌ قديم، أخبَر عنه نبيُّنا محمدٌ صلى الله عليه وسلَّم، وإنَّ مِنْ أهمِّ أسبابِ تورُّطِ هؤلاءِ بهذا الفكرِ المنحرفِ: أولا: الجهلُ، فإنَّ الذي لا يُحصِّنُ نفسَه بالعلم النافع، يقع فريسةً سهلة لكثير من الأفكار المنحرفة. وقد قال ابن القيم رحمه اللهُ: «سيْفٌ بِلا علم مِخراقُ لاعب، وقَلَمٌ بلا علم حرَكَةُ عابِث»! فهم يُقدِمون على أعمال وأقوال خطيرة دون رصيد علمي كافٍ. والثاني: إساءة الظن بأهل العلم والفتوى واتهامهم بمداهنة الحكام والتلاعب بالدين وإنَّ من هذه حاله سيقع فريسةً لأهل الغلو الذين يُظْهِرون الغيرةَ ويفتون في دين الله وفي كبار قضايا الأمة بلا علم ولا هدى. الثالث: الغلو في الدين، والغلو هو مجاوزة الحد المشروع، ومن يتجاوز الحدَّ المشروع يقع في الطريق المذموم.
🔸الأصغر: أشكر لك هذه الفوائد، وحبَّذا لو ذكرتَ لي بعضَ ما أخبر به نبينا صلى الله عليه وسلَّم في شأنِ هؤلاء؟
🔹الأكبر: إنَّ الفكر الداعشي يا أخي، امتداد لقوم غَلَوا في الدِّينِ، فكفَّروا المسلمين، وخرجوا على أئمة المسلمين، ثمَّ استحلوا دماء المسلمين! وهؤلاء القوم يُسمَّونَ الخوارج، وهم قومٌ أهل عمل بلا علم، وأهل غلظة، وقد قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: ((...يقرأون القرآن لا يجاوِزُ حناجِرهم، يقتلُون أهل الإسلامَ، ويَدَعُونَ أهلَ الأوثان، يمرُقونَ من الإسلام كما يمرق السَّهمُ من الرَّميَّة، لأن أدركتُهم لأقتُلَنَّهم قتلَ عاد)) وهذا الحديثُ صحيح رواه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم، وقال النبي صلى الله عليهم وسلَّم: ((يأتي في آخر الزمان قومٌ حُدثاءُ الأسنان، سُفهاءُ الأحلام، يقولون من قول خير البريَّة، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرميَّة، لا يُجاوزُ إيمانهم حناجِرهَم...)) رواه البخاري.
ولاحظ يا أخي أنَّ النبي صلى الله عليهم وسلم وصفَهم بأنَّهم يقرؤون القرآن، وقد وَرَدَ أنَّهم يحسبونَه لهم وهو عليهم، وورد أنَّهم أهلُ اجتهادٍ في العبادة ومع ذلك ما نفعهم اجتهادهم، لأنَّهم يغلون في الدين غُلُوًّا يُخرجُهُم عن السنة، فقد شبَّههم النبي صلى الله عليه وسلَّم بالسهم الذي لا يثبتُ على الرميَّة بل يتجاوزها ويخرج من الجانب الآخر! وهذا حال الخوارج مع الدين يتجاوزن الدين ويبعدون عنه كثيرا!

وقد وقعَتْ في التاريخ أحداثٌ كثيرةٌ مروّعةٌ أقدم عليها هؤلاء الخوارج تدل على ما وصفهم به نبيُّنا صلى الله عليه وسلَّم، من سفَهِ عقولهم، وغلوِّهم، وعدوانهم على المسلمين! وهُم يكررون جرائمهم الفظيعة في كل عصر.

وقد تحدَّث عنهم علماء الإسلام قديما وحديثا، وحذَّروا منهم، وبيَّنوا عظيمَ ضلالهم. 

وإنَّ مما يدفع الشابَّ الصغيرَ إلى الافتتانِ بالخوارج –أيضا-: الاستماعَ إلى تحريض المحرضين على ولي الأمر، فهذا يشحنُ قلبَه على ولي الأمر، ويدفعه إلى ترك المنهج الشرعي القويم في معاملة الحاكم، والأخذ بمناهج أهل الفتن. 

فحصّن نفسَك بالعلم، والْزَمْ جادَّة العلماء، واستفد منهم، وأعرض عن المفتونين، وأهل الجهل والغلو.
والحديثُ في هذا الموضوع طويل، ولذلك فلعنا نؤجل إتمامَه إلى وقتٍ آخر. حفظكَ اللهُ وحرسَك من كل سوء.

🔸الأصغر: آمين، وإياك يا أخي وجزاك الله خيرا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتُه.


مشاركة في اليوم المفتوح بمدرسة تحفيظ القرآن الكريم بـ"حلاة الجله"


إعداد: ناصر بن عبد الله الخزيم