الجمعة، نوفمبر 27، 2020

لستَ كفؤا

 وَشَّحَ الليلَ مِنْ مِدادِ النَّهَارِ

ذِكْرُ رَكْبِ الشموسِ والأقمارِ


تركوا الدهرَ بالمفاخِرِ يشدو

لرجالِ البكورِ والسُّمّارِ


أيُّ عيشٍ يطيبُ إن غاضَ علمٌ

أمطروه على النفوسِ القِفَارِ؟


فَرَشُوها بأخضَرٍ من ربيعٍ

وبأحلى الثِّمارِ والأزهارِ


طلبَ العلمَ نابِهٌ من بُخارَى

قبَسَ النورَ مثلَ نجمٍ سارِ


من شيوخٍ إلى شيوخٍ كثيرٍ

نهَلَ العلمَ من كبارٍ خيارِ


قطَعَ الأرضَ جامعًا كلّ قولٍ

حفظوهُ من سُنّةِ المُختارِ



ناقدًا مبصِرًا تقيّا خبيرا

عالما أين آفَةُ الأخبارِ


فانتقى صفوةَ الأسانيدِ منها

فأجَلَّ «الصحيحَ» كُلُّ الكِبَارِ



فاشربِ العذبَ واقطفِ الحلوَ واسمَعْ

غيرَ لغْوٍ إنْ قِيلَ: «قال البُخاري»


قد وعَى العلمَ مُسنِدا وفقيهًا

وسرى فيه مثل نهرٍ جارِ


فارتوى الظامئونَ منه وفازوا

بضياءِ القلوبِ والأبصارِ


فادعُ بالويلِ والثبورِ أيا مَنْ

لم تزَلْ غارِقًا بوحلِ الشّنَارِ


أنتَ أنتَ الذي إذا شئتُ ذمًّا

لم أجدْ غيرَ "أنتَ" رمزَ العارِ


قد عرفناكَ في غبارٍ بعيدٍ

مثلَما أنت بعدَ كشفِ الغبارِ!


لك صوتٌ إذا بدا سارَعَتْ كُلُّ

خصالِ الجَمالِ في الإنكارِ


غُضَّ طرفًا من الحياءِ فقيرا

لستَ كُفْؤًا لأنْ تقولَ: «البخاري»


ناصر الخزيم

4 / 4 / 1442