لا تَدَعْ ظنِّي شريدًا في الطريقْ
تَسرقُ الفِكْرَ انطفاءَاتُ الصَّديقْ
كم أعيدُ البوحَ كي يبقَى لنا
سالفُ العهدِ مُطِلًّا ذا بريقْ!
وأُحِلُّ الذَّنْبَ نسيانًا روى
ظامئَ الصَّفْوِ بماءٍ ورحيقْ
وابتساماتي على بابِكَ.. لَمْ
تَلْقَ غيرَ الصمتِ يَحتَلُّ المَضيقْ!
أين أنسابُ فوجهي ذائبٌ
والمدى ضَحلٌ تواريهِ الشُّقوقْ؟!
والمُنَى خلفي أزاحَتْ نفسَهَا
لم تَشَأْ تَجْريبَ صيحاتِ الغرِيقْ
أيُّ لَمْحٍ يسكنُ الوجهَ الذي
غرَبَتْ فيهِ ابتسامَاتُ الشروقْ؟!
كيف كُنَّا؟ ثمَّ صِرْنَا كالحصَا
حولَ بَعضٍ بينَ أشواكِ العقوقْ!
قَدْ تعانقنا كثيرًا قَبْلَ أنْ
تتجافَى عن سَنَا الصُّبْحِ الأنيقْ!
هَمْسَةً تخبو نهاياتُ الصَّفَا
بَعْدَ أخرَى ثمَّ ترتاحُ البروقْ!
إنْ أرحنَا غَيمَةَ العُتبَى ففي
روحِنا كأسٌ لذكرًى قَدْ تُفيقْ!
لنْ أعيدَ البوحَ إني يا رفيقْ
جَاعِلٌ بيتي على ذاتِ الطَّريقْ!
ناصر بن عبد الله الخزيم
13 / 2 / 1438