الأحد، نوفمبر 13، 2016

فتور

لا تَدَعْ ظنِّي شريدًا في الطريقْ
تَسرقُ الفِكْرَ انطفاءَاتُ الصَّديقْ

كم أعيدُ البوحَ كي يبقَى لنا
سالفُ العهدِ مُطِلًّا ذا بريقْ!

وأُحِلُّ الذَّنْبَ نسيانًا روى
ظامئَ الصَّفْوِ بماءٍ ورحيقْ

وابتساماتي على بابِكَ.. لَمْ
تَلْقَ غيرَ الصمتِ يَحتَلُّ المَضيقْ!

أين أنسابُ فوجهي ذائبٌ
والمدى ضَحلٌ تواريهِ الشُّقوقْ؟!

والمُنَى خلفي أزاحَتْ نفسَهَا
لم تَشَأْ تَجْريبَ صيحاتِ الغرِيقْ

أيُّ لَمْحٍ يسكنُ الوجهَ الذي
غرَبَتْ فيهِ ابتسامَاتُ الشروقْ؟!

كيف كُنَّا؟ ثمَّ صِرْنَا كالحصَا
حولَ بَعضٍ بينَ أشواكِ العقوقْ!

قَدْ تعانقنا كثيرًا قَبْلَ أنْ
تتجافَى عن سَنَا الصُّبْحِ الأنيقْ!

هَمْسَةً تخبو نهاياتُ الصَّفَا
بَعْدَ أخرَى ثمَّ ترتاحُ البروقْ!

إنْ أرحنَا غَيمَةَ العُتبَى ففي
روحِنا كأسٌ لذكرًى قَدْ تُفيقْ!

لنْ أعيدَ البوحَ إني يا رفيقْ
جَاعِلٌ بيتي على ذاتِ الطَّريقْ!

ناصر بن عبد الله الخزيم

13 / 2 / 1438

إلى جريحٍ أُصيبَ في الحدّ الجنوبي ..

إلى النقيب عبد الله بن محمد السويّح -شفاه الله-


إذا ما سَكتَّ فجُرْحُكَ فَمْ
وأنباءُ كَرِّكَ لحْنٌ بِدَمْ 

أيا "ابنَ السويّحِ" ماذا تقولُ 
حروفٌ تناغي حديثَ الهِمَمْ ؟!

هنيئًا وإنْ لامسَتْكَ الشَّظايَا
سُمُوُّ تلامِسُ فيه القِمَمْ

جُرحْتَ 
وأنبضْتَ صوتَ الفخَارِ..

إلى الصدرِ نُصغي فدوَّى النَّغَمْ


هنيئًا وقوفُكَ دونَ البلادِ
تُبادِلُ سيلَ الرَّصاصِ الحُمَمْ

هنيئًا 
إذا أجلَبَ المشركونَ برَكبِ الزُّيُوفِ: 
هدمْتَ الصَّنَمْ 

▫️▫️▫️

هنيئا لنا بأسودِ الشَّرَى
هنيئًا لكم عَزْمُ قلبٍ أَشَمْ

إذا ما بكينا صريعًا ثوى
غبطنَا انبعاثًا عَدَا فاقتَحَمْ

وإنْ أسبلتْ أمُّهُ دمعَها
ففي القلبِ مرَّ الرَّضا وابتَسَمْ

فشتان بين انتهاءٍ بخزيٍ
وبين الذي بالعُلى يُختَتَمْ

وبينَ حياةٍ طواها الفراغُ
وبين حياةٍ تحوطُ القِيَمْ

وهل ذكرياتٌ ذواها الضياعُ
كذكرًى نُسجّلُها للأمَمْ ؟!

▫️▫️▫️

تزَوَّدْ من الجُرْحِ نارا تلظَّى
على حَيَّةِ الفُرسِ مَوتًا جَثَمْ

تزوَّدْ من الحُبِّ -حبِّ المعالي- 
شِهابًا شغوفًا بهَتْكِ الظُّلَمْ

تزوَّدْ مِنَ النَّكبَاتِ اعتبارًا
يُؤسسُ فِعلا لقهرِ الألَمْ

تزوَّدْ من الأمِّ صفوَ الحنانِ
على أُمَّةٍ جُرحُها لَمْ يَنَمْ 

تزوَّدْ من الصرخَاتِ الجِسامِ
جوابًا إليها بأقوى «نَعَم»!

نعَم! نرسِلُ الرُّوحَ قبلَ السلاحِ
فروحُ السِّلاحِ ثباتُ القدَمْ !

نعَمْ نختفي من خمولِ النعيمِ
إلى نَجدَةٍ سَتُلِذُّ النِّعَمْ 

نعمْ، أنتمُ يا سوارَ الحدودِ
شرَحْتُم على الحدِّ أحلى الشِّيَمْ

ناصر بن عبد الله الخزيّم
2 / 2 / 1438
ثادق


انحسارٌ وصَمت


عَبَرَ الوقتُ في مدَى الوصلِ وَثْبَا
ومضى يستزيدُ للبعدِ قُرْبَا

والرَّحيلُ استهلَّ حينَ غَشَانا 
بدموعٍ تُشِيعُ في الجَوِّ كَرْبَا

والفرَاقُ استدارَ حولَ سؤالٍ
عَنْ لقاءٍ فأجَّجَ النَّفسَ حربَا

خُنِقَ القوْلُ، ثُمَّ أحْكَمَ بَيْنٌ
بيننا حُلْكَةً ولودًا وحُجْبَا

فبعثتُ الْتفاتَةَ الشَّوقِ ولهَى
بعدها: صرخةً تولولُ حُبَّا 

غابَ في غفلةِ السّكونِ ندائي
لمْ أجِدْ غيرَ مُوحِشِ الصَّمتِ دَرْبَا

أيها الصمتُ خُذ فؤادي لفِكرٍ
يتصبَّى لمن أتى الفِكْرَ صَبّا 

أيُّها الصمتُ هل غَرِقْتَ بتِيهٍ؟
أَمْ رسَمتَ انْتفاضَةَ الهولِ غَيْبَا؟!

موجِعٌ أن أرى بلمحِكَ شكوى
مُفْجِعٌ أن تذوبَ في الجُرحِ سِربَا !

اكتُبِ الشِّعرَ أيها الصمتُ إنّيْ
أقرأُ الآنَ في ظلامِكَ شُهْبَا

اكتبِ الشعرَ إنني في رحيلٍ
وانحسارٍ يخوضُ في العُمرِ نَهْبَا

ذِكريَاتٌ، وصُحبَةٌ، واتَّقادٌ
شرَّقَتْ، 
والضياءُ يَذبُلُ غرْبَا

أَمَلِي يابسٌ، وغَمّيْ تنامَى
لم يزلْ ناضجًا بجوفيَ رطْبَا

باكِيًا أشتكي، أرَدَّ بُكاءٌ
ذاهِبَ الصَّفوِ أو أغاثَ مُحِبَّا؟!

يُسعِفُ القولُ إنْ تخلّفَ حالٌ
فجروحي ترى عزاءَكَ عذبَا


ناصر بن عبد الله الخزيّم
2 / 2 / 1438

نهوض

في ذبولي وانكساري واختفائي في النَّدَمْ

في طوايًا من ضميري وعِثاَرٍ بالقَدَمْ

في سكوتي وكلامي وركوبي للنغَمْ

في مرايا الذاتِ والسيرِ بأغوارِ الظُّلَمْ

أنَّةٌ تشكو اكتساحًا من رمَادٍ وفحَمْ

وجوًى ينعى احتراقًا بين لاءٍ ونَعَمْ

ترَكَ الوهَمَ يُميتُ العزْمَ كي يحيا الألَمْ

ثُمَّ هبَّتْ نسماتٌ حرَّكَّتْ غُصْنَ الهِمَمْ

فالتوى بعدَ انحناءٍ.. نافضًا ثوْبَ الرِّمَم

فاستقامَتْ ساقُهُ ثُمَّ اشْمَخَرَّتْ في القِمَمْ

لا تدعْ يأسًا يواري عنكَ شُؤْبوبَ الدِّيَمْ

ناصر الخزيّم
22 / 11 / 1437

مُسيء

مسيءٌ وقد أغمدتُ قلبي بغفلةٍ
ووارٍ فقد أصلتُه الآنَ لاهبًا

أكتّمُ أحمالا من الجمرِ لا تُرى
فتندقّ أطباقٌ عن الخِبءِ شاهِبَا

أيا خالقَ الأنفاسِ رُحماكَ إنني
رجوتُ كريمًا غافرَ الذنبِ واهبَا

أعدني إلى روضِ التيقظ والتقى
مطيعًا لأمرِ اللهِ، للهِ تائبَا

ناصر بن عبد الله الخزيِّم