الأحد، نوفمبر 13، 2016

فتور

لا تَدَعْ ظنِّي شريدًا في الطريقْ
تَسرقُ الفِكْرَ انطفاءَاتُ الصَّديقْ

كم أعيدُ البوحَ كي يبقَى لنا
سالفُ العهدِ مُطِلًّا ذا بريقْ!

وأُحِلُّ الذَّنْبَ نسيانًا روى
ظامئَ الصَّفْوِ بماءٍ ورحيقْ

وابتساماتي على بابِكَ.. لَمْ
تَلْقَ غيرَ الصمتِ يَحتَلُّ المَضيقْ!

أين أنسابُ فوجهي ذائبٌ
والمدى ضَحلٌ تواريهِ الشُّقوقْ؟!

والمُنَى خلفي أزاحَتْ نفسَهَا
لم تَشَأْ تَجْريبَ صيحاتِ الغرِيقْ

أيُّ لَمْحٍ يسكنُ الوجهَ الذي
غرَبَتْ فيهِ ابتسامَاتُ الشروقْ؟!

كيف كُنَّا؟ ثمَّ صِرْنَا كالحصَا
حولَ بَعضٍ بينَ أشواكِ العقوقْ!

قَدْ تعانقنا كثيرًا قَبْلَ أنْ
تتجافَى عن سَنَا الصُّبْحِ الأنيقْ!

هَمْسَةً تخبو نهاياتُ الصَّفَا
بَعْدَ أخرَى ثمَّ ترتاحُ البروقْ!

إنْ أرحنَا غَيمَةَ العُتبَى ففي
روحِنا كأسٌ لذكرًى قَدْ تُفيقْ!

لنْ أعيدَ البوحَ إني يا رفيقْ
جَاعِلٌ بيتي على ذاتِ الطَّريقْ!

ناصر بن عبد الله الخزيم

13 / 2 / 1438

إلى جريحٍ أُصيبَ في الحدّ الجنوبي ..

إلى النقيب عبد الله بن محمد السويّح -شفاه الله-


إذا ما سَكتَّ فجُرْحُكَ فَمْ
وأنباءُ كَرِّكَ لحْنٌ بِدَمْ 

أيا "ابنَ السويّحِ" ماذا تقولُ 
حروفٌ تناغي حديثَ الهِمَمْ ؟!

هنيئًا وإنْ لامسَتْكَ الشَّظايَا
سُمُوُّ تلامِسُ فيه القِمَمْ

جُرحْتَ 
وأنبضْتَ صوتَ الفخَارِ..

إلى الصدرِ نُصغي فدوَّى النَّغَمْ


هنيئًا وقوفُكَ دونَ البلادِ
تُبادِلُ سيلَ الرَّصاصِ الحُمَمْ

هنيئًا 
إذا أجلَبَ المشركونَ برَكبِ الزُّيُوفِ: 
هدمْتَ الصَّنَمْ 

▫️▫️▫️

هنيئا لنا بأسودِ الشَّرَى
هنيئًا لكم عَزْمُ قلبٍ أَشَمْ

إذا ما بكينا صريعًا ثوى
غبطنَا انبعاثًا عَدَا فاقتَحَمْ

وإنْ أسبلتْ أمُّهُ دمعَها
ففي القلبِ مرَّ الرَّضا وابتَسَمْ

فشتان بين انتهاءٍ بخزيٍ
وبين الذي بالعُلى يُختَتَمْ

وبينَ حياةٍ طواها الفراغُ
وبين حياةٍ تحوطُ القِيَمْ

وهل ذكرياتٌ ذواها الضياعُ
كذكرًى نُسجّلُها للأمَمْ ؟!

▫️▫️▫️

تزَوَّدْ من الجُرْحِ نارا تلظَّى
على حَيَّةِ الفُرسِ مَوتًا جَثَمْ

تزوَّدْ من الحُبِّ -حبِّ المعالي- 
شِهابًا شغوفًا بهَتْكِ الظُّلَمْ

تزوَّدْ مِنَ النَّكبَاتِ اعتبارًا
يُؤسسُ فِعلا لقهرِ الألَمْ

تزوَّدْ من الأمِّ صفوَ الحنانِ
على أُمَّةٍ جُرحُها لَمْ يَنَمْ 

تزوَّدْ من الصرخَاتِ الجِسامِ
جوابًا إليها بأقوى «نَعَم»!

نعَم! نرسِلُ الرُّوحَ قبلَ السلاحِ
فروحُ السِّلاحِ ثباتُ القدَمْ !

نعَمْ نختفي من خمولِ النعيمِ
إلى نَجدَةٍ سَتُلِذُّ النِّعَمْ 

نعمْ، أنتمُ يا سوارَ الحدودِ
شرَحْتُم على الحدِّ أحلى الشِّيَمْ

ناصر بن عبد الله الخزيّم
2 / 2 / 1438
ثادق


انحسارٌ وصَمت


عَبَرَ الوقتُ في مدَى الوصلِ وَثْبَا
ومضى يستزيدُ للبعدِ قُرْبَا

والرَّحيلُ استهلَّ حينَ غَشَانا 
بدموعٍ تُشِيعُ في الجَوِّ كَرْبَا

والفرَاقُ استدارَ حولَ سؤالٍ
عَنْ لقاءٍ فأجَّجَ النَّفسَ حربَا

خُنِقَ القوْلُ، ثُمَّ أحْكَمَ بَيْنٌ
بيننا حُلْكَةً ولودًا وحُجْبَا

فبعثتُ الْتفاتَةَ الشَّوقِ ولهَى
بعدها: صرخةً تولولُ حُبَّا 

غابَ في غفلةِ السّكونِ ندائي
لمْ أجِدْ غيرَ مُوحِشِ الصَّمتِ دَرْبَا

أيها الصمتُ خُذ فؤادي لفِكرٍ
يتصبَّى لمن أتى الفِكْرَ صَبّا 

أيُّها الصمتُ هل غَرِقْتَ بتِيهٍ؟
أَمْ رسَمتَ انْتفاضَةَ الهولِ غَيْبَا؟!

موجِعٌ أن أرى بلمحِكَ شكوى
مُفْجِعٌ أن تذوبَ في الجُرحِ سِربَا !

اكتُبِ الشِّعرَ أيها الصمتُ إنّيْ
أقرأُ الآنَ في ظلامِكَ شُهْبَا

اكتبِ الشعرَ إنني في رحيلٍ
وانحسارٍ يخوضُ في العُمرِ نَهْبَا

ذِكريَاتٌ، وصُحبَةٌ، واتَّقادٌ
شرَّقَتْ، 
والضياءُ يَذبُلُ غرْبَا

أَمَلِي يابسٌ، وغَمّيْ تنامَى
لم يزلْ ناضجًا بجوفيَ رطْبَا

باكِيًا أشتكي، أرَدَّ بُكاءٌ
ذاهِبَ الصَّفوِ أو أغاثَ مُحِبَّا؟!

يُسعِفُ القولُ إنْ تخلّفَ حالٌ
فجروحي ترى عزاءَكَ عذبَا


ناصر بن عبد الله الخزيّم
2 / 2 / 1438

نهوض

في ذبولي وانكساري واختفائي في النَّدَمْ

في طوايًا من ضميري وعِثاَرٍ بالقَدَمْ

في سكوتي وكلامي وركوبي للنغَمْ

في مرايا الذاتِ والسيرِ بأغوارِ الظُّلَمْ

أنَّةٌ تشكو اكتساحًا من رمَادٍ وفحَمْ

وجوًى ينعى احتراقًا بين لاءٍ ونَعَمْ

ترَكَ الوهَمَ يُميتُ العزْمَ كي يحيا الألَمْ

ثُمَّ هبَّتْ نسماتٌ حرَّكَّتْ غُصْنَ الهِمَمْ

فالتوى بعدَ انحناءٍ.. نافضًا ثوْبَ الرِّمَم

فاستقامَتْ ساقُهُ ثُمَّ اشْمَخَرَّتْ في القِمَمْ

لا تدعْ يأسًا يواري عنكَ شُؤْبوبَ الدِّيَمْ

ناصر الخزيّم
22 / 11 / 1437

مُسيء

مسيءٌ وقد أغمدتُ قلبي بغفلةٍ
ووارٍ فقد أصلتُه الآنَ لاهبًا

أكتّمُ أحمالا من الجمرِ لا تُرى
فتندقّ أطباقٌ عن الخِبءِ شاهِبَا

أيا خالقَ الأنفاسِ رُحماكَ إنني
رجوتُ كريمًا غافرَ الذنبِ واهبَا

أعدني إلى روضِ التيقظ والتقى
مطيعًا لأمرِ اللهِ، للهِ تائبَا

ناصر بن عبد الله الخزيِّم

الثلاثاء، أغسطس 16، 2016

لحظة ( #حلب_تحترق )

لحظةً -لو سمحتُمُ!-
دُونَ ثُقْلٍ عليكمُ

أنتمُ نفحَةُ الشذى
وهوى الروحِ أنتمُ

فإليكمْ نصيحة
مِنْ فؤادي إليكمُ

هذه بعضُ ساعةٍ
فضلُها سوفَ يُختَمُ

أدركوها بدعوةٍ
حَلَبٌ كُلُّها دَمُ !

وأعيدوا على النبيِّ
صلاةً وسلّموا

#ناصر_الخزيم

#الجمعة

#حلب_تحترق

أريد هذا الصديق !

هَلْ لنفسي مُشاكِلٌ
حينَ يخبُو السَّنَا صخَا

وينيرُ الفؤادَ إذْ
ضوئيَ اليومَ قدْ بَخَا

فيُسَلّي بقولِهِ
قلبَ منْ عَزمُه ارتخى

إن تهاوَتْ معالمي
قامَ نحوي فرَسّخَا

ويؤدِّي بفعلِه
واجِبًا يُبْهِجُ الأخَا

حائمًا حولَ بقعتي
كُلَّما نُحتُ نَوَّخَا  

جاعلا بين كُربَتي
ورخا النفْسِ بَرْزَخَا

باذلا من يَدِ النّدى
إنْ رأى الضيفَ أطنخَا

أَجِدُ المجلسَ الذي
قد حوانا مُضمّخا

أجِدُ الصّيتَ طيِّبًا
لو شهرناهُ أُرّخَا


آهِ إنَّ البعادَ قدْ
لَزَّ قلبي ففرَّخَا

آهِ إنَّ الحنينَ لمْ
يترُكِ القلبَ فرسَخَا

#ناصر_الخزيم

هذي دموعي !


لونٌ بأسئلتي أغرى بتعنيفي       
أطيافَ مَنْ بَعُدَتْ عَنْهُم مجاديفي

قالوا: ادَّخرْتَ التماعَ الشوقِ في لُغَةٍ  
تنأى بطائِنُها عَنْ صَفْوِ مذْروفِ !

أبعدْتَ ثمَّ سعَتْ في غير روضتنا
جذلى المشاعرِ حلَّتْ كُلَّ تَكليفِ !!

يا بهجَةَ القلبِ أنتُمْ كُلّ ذاكِرَتي
حرفي الخجولُ أتى من جمْرِ مشغوفِ !

مشاعِرُ اللهوِ تسعى وهي ضاحكة
أمّا انفلاقُ الجوى..فالنطْقُ لا يُوفي!

أغرَتْكُمُ صُفْرَةٌ شعّتْ بأسئلتِي
وقَادَكم شَكلُها الواهي لتطفيفي !

أنا الخجولُ إذا ثارتْ بموجدتي
مكامنُ الحُبِّ غالَ الجُرْأةَ الموفي

أنا المُحبُّ وإنْ أوْهَى حُضورُكُمُ
حضورَ حرْفٍ ندِيِّ الغُصنِ معزوفِ

أقولُ: «أنتُمْ....» فيسعى الدمعُ يُكمِلُهُا
فأقطعُ القولَ كي تَخْفَىٰ تكاليفي !

هذي دموعي أتيتُ الآنَ أكشِفُها
قد كنتُ أسكُنُ في بُستانِها الرّيفي

ناصر الخزيم
28 / 7 / 1437

وهــم !


وَحْدَهُ في الدّجَى مُستَفَزَّ الألَمْ
يُرسِلُ النَظَراتِ لِلُغْزِ السَّدَمْ
هل يبوحُ السُّكونُ كبُوحِ النَّغَمْ؟
هل يكونُ الظلامُ كحُلْمٍ ألَمّْ؟
سَكَبَتْ ذكريَاتُ الفتى كلَّ هَمْ!

▫️   ▫️  ▫️

دَمعهُ لمْ يَزَلْ مُلْهِبًا للمُقَلْ
قلبُه يختفي عن رياضِ الأمَلْ!
مُوسَعًا للأسى مُفَعَمًا بالوَجَلْ
صارَ وجهُ الحياةِ كَقَعرِ الأَجَلْ!
هل يناغي المُنى؟ أم يُغنِّي بـ"هَلْ..."؟

▫️   ▫️  ▫️

مُثقَلٌ بالجروحِ ووَهْمٍ مُسِفْ
نائحٌ حرفُهُ بالبكاءِ كَلِفْ
يتعامَى إذا سِتْرُ صَحوٍ كُشِفْ!
لنْ تُريكَ الحياةَ رؤى ترتَجِفْ
انفُضِ الوهْمَ فالفألُ زَهْرٌ يرِفْ

▫️   ▫️  ▫️

لستَ شِعْرًا فقَطْ! أو زجاجًا سَقَطْ!
أنتَ روحٌ زَهَتْ عقدُهَا ما انفرَطْ
غلَطٌ أن تزيحَ الخَطا بالغَلَطْ!
إنْ كَبَتْ خُطَّةٌ قُمْ وجرّبْ خُطَّطْ
قم وضعْ في الحروفِ لآلي النُّقَطْ

#ناصر_الخزيم
17 / 9 / 1437

إمّعَـة !

إمَّعة !



على الخِلِّ خرّيتٌ وفي الدَّرْبِ إمَّعَةْ!

يُساقُ فيسقي الصحبَ من كأسِ زوبعَةْ

لجوجٌ، إذا غابَتْ عن السّطرِ رايةٌ

تفيضُ بألفاظٍ بناها الذي معَهْ !

يذوبُ بمِقلاةٍ فيحرِقُ زيتُها

رؤاهُ فيبكي الزيتَ إنْ زارَ مَجْمَعَهْ

قلَوْهُ كما شاؤا فأمسى كما اشتهوا

حريقًا وأصواتًا ونُسْخًا مُوزَّعَةْ

إذا #هشْتقوا فالحرفُ منهُ مُقيَّدٌ

بآصارِ فِكرٍ زيَّنُوهُ ليرضَعَهْ

وإن شاهَدَتْ عيناهُ كُلَّ منارَةٍ

من الحقِّ غطَّى الأفْقَ حزبٌ وأفزَعَهْ !

فصارتْ تلوكُ القلبَ أسنانُ فتنةٍ

ويُعمي عن البُرهانِ بُومٌ مُجمَّعَةْ

إذا حارتِ الأذهانُ فالحقُّ نبعُهُ

صفاءٌ، ومرُّ الريقِ قد عافَ منبَعَهْ !

إذا ضلَّتِ الأفكارُ فالحقُّ ساطعٌ

كشمسٍ، وأعمى العينِ قد ضاقَ في السَّعَةْ

#ناصر_الخزيم
14 / 10 / 1437

بين دربيْن


في سِكَّةِ الأمَلِ المريحْ
لا بُدَّ "شِنشِنَة" تصيحْ
وتبُثّ أشواكًا تقومُ إلى المدَى حُجُبًا تصولْ
لتخيفَ أصواتَ العقولْ !
وتمدَّ لليأسِ ارتجافَتَهُ
وينتشر الخمولْ
تحتي من الأهوالِ هاويةٌ سحيقةْ
آهٍ.. فما أقسى منازلَةَ الحقيقةْ !
فوقي حبالْ
ويدي على حبلِ النجاةِ تهزُّها حُمَمُ الخيالْ !
والخوفُ يسكبُ في يدي عرَقًا يُهدِّدُ بالهلاكِ
ورايَةُ اليأسِ الشقيِّ تَلُمُّ أشتاتَ الذبولْ
لتعيدَ كرَّتَها علَيْ
وأعودَ مهزومًا إليْ
وأقولَ: إني قد مللتُ من الصراعِ.. ورحلَةِ الأمَلِ الجريحْ !
وأصيح من أمل يُغممُ فالسقوطُ هو الصريحْ !
وأقولَ: 
إنَّ الموتَ يا نفسي مريحْ !

ناصر الخزيم

مسيء

مسيءٌ وقد أغمدتُ قلبي بغفلةٍ
ووارٍ فقد أصلتُه الآنَ لاهبًا

أكتّمُ أحمالا من الجمرِ لا تُرى
فتندقّ أطباقٌ عن الخِبءِ شاهِبَا

أيا خالقَ الأنفاسِ رُحماكَ إنني
رجوتُ كريمًا غافرَ الذنبِ واهبَا

أعدني إلى روضِ التيقظ والتقى
مطيعًا لأمرِ اللهِ، للهِ تائبَا 

ناصر بن عبد الله الخزيم

طفلتي

طلعَتْ بينَ ظُلمةِ البُعدِ بسْمَة
أجَّجَتْ خفقَةً تعومُ بضمَّةْ

واكتسَى الدّرْبُ خضرَةً من شَذَاها
وارتوتْ صفحَةُ الفنونِ برسمَةْ

لمَلَمَ الفجرُ حين أقبلَ نورًا
هل يباري من المباهِجِ زَحْمَةْ ؟

طِفْلَتي خِلْتُ كلَّ شيءٍ حديثًا
عن لقاءٍ أعادَ بُعْدَكِ فَحْمَةْ

يزدهي الصدرُ في حضورِكِ حُلمًا
ليس للفكْرِ أن يُغادِرَ حُلمَهْ

ناصر الخزيم

ومضيتُ مُزْدَحِمَ المُنى...

📁 ومضيتُ مُزْدَحِمَ المُنى...


الأمنياتُ على النوافِذِ باسِمَةْ

والأُحْجياتُ على الحقائِقِ قاتِمَةْ

تنسابُ ألوانٌ أُفِسِّرُ بعضَها

ولبعضِها لُغَةٌ تُهمهِمُ غائمَةْ

وأعودُ أشجانًا يُبدّدُ لحنُها

نفسي فتُرهِبُني الهمومُ الحائِمَةْ

عيني على سِرٍّ مهيبٍ، والصَّبَا

نَشَرَ ابتساماتِ الطيورِ الحَالِمَةْ

ويدي تُعَفِّرُها الحروفُ، وسطرُها

يمتدُّ نحو المُظلمَاتِ الفاحِمَةْ

نُوَبُ الوَدَاعِ يزيدُ سيري عِبئَها

فالدرّبُ محفوفٌ بنجوًى جَاهِمَةْ

ودَّعتُكم والقلبُ بين مؤمِّلٍ

بلقائِكمْ أخْرى، وغايٍ قادِمَةْ

ومضيتُ مُزْدَحِمَ المُنى، ولوحْدَتي

حشْدُ الرؤى تُحيي الجراحَ النائِمَةْ

ومضيتُ أشحَذُ بسمَتي وأحوطُها

بتغافُلٍ وتفاؤلاتٍ ناعِمَة

ومضيتُ يمضي في الجوَى -متراكِمًا-

سِرْبٌ يثيرُ المُوحشاتِ الجاثِمَةْ

لا بأسَ إذ لا بُدَّ مِنْ خوفٍ يُشَكِّل

في الفؤادِ خريطَةً متلائِمَةْ

لكنَّ خوفَكَ كالمغارَةِ جوفُها

يأبى انطلاقَكَ نحو بابِ الخَاتِمَةْ !

كرِّرْ على النفسِ العَصيَّةِ عِبْرَةً

لِتُضيئَها، واسكُبْ دموعًا ساجِمَةْ

فالدمعُ بعدَ سَنا البصائِرِ طُهْرَةٌ

تَهدي الضميرَ إلى الخِلالِ الحازِمَةْ


ناصر بن عبد الله الخزيم

الثلاثاء، يوليو 12، 2016

في ومضة شعر

مُحالٌ، وإنْ عذّبْتِ نَفسي، ارتحالُها

إلى غيرِ أشعارٍ بَكَاكِ انْهِمالُها

ونَجوًى تُذيبُ الروحَ تُوقِدُها المُنى

فيصفَع حُبْلَى الأمنياتِ عِيالُها

ومهمَا تُعِدْ أغوالُ هَجْرِكِ وَحْشَتي

أعُدْ وارِيَ الآمالِ زاهٍ جَمالُها

تحدّثني وقتَ البعادِ سحائبٌ

وبدرٌ وأوهامٌ يطولُ مقالُها

أكنتَ، أيا بدرَ السماءِ، مراقِبًا

غرابَةَ فِعْلي إذْ كَوتْني فِعَالُها

أكرّ.. أفِرّ –الليلَ- نورًا وحُرقَةً

فأُورِي وأُورَى.. شَلَّ قلبي خيالُها

وأركضُ في بطنِ الدجى دونَ غايَةٍ

وتركضُ في جوفي رؤى وسؤالُها !

تريني شجوني ألفَ معنى وصورةٍ

فأرسمُ أشياءً ولستُ أنالُها !

أنا شَمعَةٌ إنْ ساحَ دمعي أريتُكمْ

مرايًا ؛ فأنتُمْ سَهْلُها أوْ جِبَالُها

 #ناصر_الخزيم
حكاية أمومة !

(في رثاء هيلة العريني رحمها الله التي غدر بها ابناها الخارجيان خالد وصالح العريني)



بالشوقِ يحتضِنُ الجنينَ شتاتُها
ما ساءَها أنْ حشرجَتْ أنَّاتُها

ضمَّ الحشا طفلينِ يأكلُ جوعُهمْ
جسَدَ التي بالحبِّ ذابَتْ ذاتُها

تترقَّبُ اللهفَاتُ منها موعِدًا
تحوي بهِ نظراتِهِمْ نظرَاتُها

من بين أجنحةِ العَناءِ تراكضوا
فتراكضتْ –شغَفًا بهِمْ- بسَماتُها

في دوْحِ أفياءِ الحنانِ تورَّدَتْ
وجَنَاتُهم وتلألأتْ وجَنَاتُها

ويحَ الأمومةِ كم يعذِّبها الونىٰ ؟!
فتعود خضراءَ المُنىٰ زفراتُها !

بل ويح من هطلتْ عليهمْ نعمةٌ
من دِيم أُمٍّ قد شَدَتْ قطراتُها !

لكنَّ طُهْرَ الغيثِ لم يَلْقَ الجنَا
فالأرضُ قد شحُبَتْ وماتَ نباتُها

تخطو خبيثاتُ المذاهِبِ نحوهمْ
لتسدَّ آذانَ القلوبِ قَذَاتُها

فرنوا لأنجاسٍ تفورُ سمومُهمْ
مثلَ السَّواحرِ صَلْصَلَتْ نَفَثَاتُها

شحنوا على الأمِّ الحنونِ فِراخَهَا
فتقصَّفَتْ -في فِكرِهم- حسناتُها !

سرقوا وليدَيْها بسِلسِلَةِ الرَّدىٰ
ذَبُلا ولم تُذِبِ الذبولَ شَكَاتُها !

كانوا بنُضرَتِهم سناءَ رُبوعِها
فتلفَّتوا... فاستوحشَتْ لفتاتُها !

شرِبَا من السُّمِ الزُّعافِ فأقبلا
في ذيلِ عقرَبَ أُجِّجَتْ وَثَبَاتُها

لا قلبَ يعقلُ، لا مشاعِرَ تحتوي
حركاتِهمْ -إنْ أقدموا- حَرَكَاتُها

فتُذكِّر الطَّبلَ الغشومَ بأنَّه
في سَكْرَةٍ بلهاءَ تَثْغِي شاتُها !

تُهدي إلى الذِّئبِ الخؤونِ حَيَاتَها
وتنامُ في حُفَرٍ سعَتْ حيَّاتُها

هذا مِزاجُ بني الخوارجِ إنَّهم
في فِكرَةٍ قد أظلمَتْ صفحاتُها


آهٍ على أمٍّ يمزّقُها الأسىٰ
تبني فتشرَقُ بالحُطامِ لَهَاتُها

قد صارَ مَنْ ربَّتْ ربيبَ عدوِّها
ما بدَّدَتْ أصواتَهُ أصواتُها !

كانت تزيلُ عن الوليدِ قذارَةً
أتزيلُها من فكرِهِ نفحَاتُها ؟!

جاءَتْ تنادي في الفؤادِ بقيَّةً
هل تنتهي في أنفُسٍ غفلاتُها ؟

كانَ الجوابُ وليدَ رجِسِ ضلالةٍ
أذوَتْ مساراتِ الهوىٰ آفاتُها

قاما بنشوَةِ عقربينِ فأنشبَا
سكّينَةً فيمن زهَتْ مِشكاتُها !!

قل ما الحياةُ إذا توارَتْ طَلْعَةٌ
للأمِّ عن قلبٍ روَتْهُ حياتُها ؟!

بل ما الحياةُ إذا سفكْتَ دماءَها ؟!
فدهَىٰ الخواطرَ بالعتابِ رُفاتُها !

#ناصر_الخزيم

الأحد، أبريل 24، 2016

من ‫#مسالك_أهل_الخصومات‬


﷽ 


صاحبُ السنَّة يتحرى في قوله وفعله واعتقاده وبحثه: موافقةَ السنَّة. يقف عند ما بلغه من أمرِ الله تعالى، لا يجادل فيه، ولا يتكلّف ما لا يعلم، ولا يتعصبُ لغير ما ظهر من الحق الساطع. 

وصاحبُ الهوى: يتحرى نُصرةَ رأيه، أو رأي مَن يحب، أو إغاظةَ عدوه، أو ليتزيَّا بما يظنُّ أنه يُجملّه عند غيره، وقد يدفعه اضطرابُه إلى التلفيق بين مختلف الآراء، ليرضيَ الجميع، أو يُسكتَ ترددا حاكَ في نفسه.

قال الإمامُ أحمد رحمه الله –في أصول السنَّة-عن السُنَّة: «...ولا تُضرَبُ لها الأمثال، ولا تُدرَك بالعقول ولا الأهواء، إنَّما هو الاتباعُ وتركُ الهوى»اهـ.
فالطريقُ إلى السنَّة: اتباع الدليل، والتمسك بما كان عليه أصحابُ النبي ﷺ، والاقتداء بهم وترك البدع.
وليس في الآراء المحضة، وميول النفس، وليس في ما عليه الكثرة من الناس.

قال ﷺ: «من يعشْ منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنَّة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثاتِ الأمور؛ فإنَّ كلَّ محدثة بدعة»اهـ. 

وذكَر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنَّ النجاةَ من العذاب الأليم هو الروايةُ والنقل، وأنَّ العقل وحده لا يكفي، فكما أنَّ نور العين لا يَرى مع ظهور نورٍ قُدَّامه، فكذلك نورُ العقل لا يهتدي إلا إذا طلعتْ عليه شمس الرسالة. [انظر: أضواء من فتاوى شيخ الإسلام في العقيدة: 1/ 22].

ولقد تتابعَتْ في الناس فتنٌ وبُثَّت فيهم آراء، اجتالتْ فِرَقًا منهم إلى مسالك شتَّى، يعيب كلُّ منهم غيرَه، ويُحسن الظنَّ في نفسه، ويركنُ إن عصفَت به الفتن إلى هواه!

والفتنُ كثيرة مختلفة، لكنَّ من شرّها وقوع المرء في فتنة الخصومات في الدين، فإنَّها شتاتٌ تفرَّقَت به القلوب والأديان.
قال ﷺ : «ما ضلَّ قومٌ بعدَ هدى إلا أُوتوا الجدل» [أخرجه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح]
قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: «من جعل دينَه غَرضًا للخصوماتِ أكثرَ التنقُّل».
وقد ذمَّ علماءُ السلف رحمهم اللهَ الجدلَ والمخاصمة في الدين، وحذّروا من سوء عاقبته.
 
ولأهلِ الخصوماتِ –وقاني الله وإياك وتاب عليَّ وعليكَ- مسالك وخصال، أحبُّ أن أقف وإياكَ على شيء من آفاتها، فإنَّ في معرفَة الشرِّ –كما تعلم- ما يردُّ عنه.

1/ قال تعالى: (ولَمَّا ضُرِبَ ابنُ مريمَ مثلا إذا قومُكَ منه يَصِدُّون (57) وقالوا ءألهتنا خيرٌ أم هو ما ضربُوهُ لَكَ إلا جَدَلا بل هم قومٌ خِصمون) [الزخرف: (57، 58)]
وإن رجعتَ إلى سبب نزول الآية ستجد ما يدل على ولعِ المُبطِل بالجدل!
فإنَّ المشركين يعلمون أنَّ المرادَ بقوله تعالى: (وما تعبدون من دون الله حصَبُ جهنَّم) [الأنبياء: 98]: هؤلاء الأصنام [انظر: تفسير البغوي: 7/ 218، ط: طيبة] 
لكنَّ الهوى وحبَّ الجدل والتشغيب والتصيُّد دفعهم إلى أن يقولوا: يزعم محمد أنَّ كلَّ ما عُبد من دون الله في النار فنحن نرضى أن تكونَ آلهتنا مع عيسى وعزير والملائكة في النار! [انظر: تفسير البغوي: 7/ 218]

فلاحظْ أنَّ صاحب الهوى لا يلتفت إلى ما تقوم به الحجة، بل إلى شيء يستطيع به أن يُشغّبَ على خصمه.
وهذه من أبرز سمات أهل الخصومات!

٢/ ولاحظْ أنَّه يتعلَّق بالقياس العليل ويترك الحق الواضح! فالمشركون تعلقوا بشبهة خلاصتها أنَّ النبي ﷺ ساوى في النهي عن عبادة عيسى عليه السلام والنهي عن عبادة الأصنام، وأنَّ كون معبوداتهم في النار، يستلزم كون عيسى عليه السلام كذلك! [راجع تفسير السعدي للآية]
وليس في هذا متمَّسك لهم لكنَّهم كما قال الله تعالى: (قومٌ خَصِمُون).

٣/ثمَّ لاحظ أنَّ أهل الخصومات أهل سفَه تتشوف نفوسهم للمواقف التي يضحكون فيها من مخالفهم، فيوقعهم هذا في بطر الحق. كشأن المشركين مع هذه الشبهة التي تعلقوا بها حيث إنَّهم كما قال العلامة السعدي رحمه الله: «فَرحوا بها، واستبشروا، وجعلوا يصدون ويتباشرون» [تفسيره: 714، ط: مؤسسة الرسالة بتحقيق د.اللويحق].

ثمَّ قلِّب في واقعنا اليوم خصوصا في مواقع التواصل الاجتماعي: تجد أنَّ البعض يُعرضُ عن الحجج، ويتعلّق بما يشغب به على خصمه، فغايته كسر الخصم لا نصر الحق، ثم دقق النظر تجد أنه يتترسُ بواهي الأقيسة، كأن يقارن بين شيئين يزعم أنهما متناقضان، دون ردٍّ النزاع إلى الكتاب والسنة وأهل العلم كما قال تعالى: (فإنْ تنازعتُم في شيء فردُّوه إلى الله والرسولِ إنْ كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر) [النساء: 59].

وستجد أيضًا، أن السخرية والتهكم والتضاحك سيرةٌ غالبة في أهل الخصومات، فهم يسرعون إليها، لا إلى البحث عن الحق، والتأمل في الدلائل، والنصح للخلق، والله المستعان!


ناصر الخزيّم
‪@Nasseralkhozim‬ 

صُدودٌ عارٍ

صدودٌ عَارٍ


قدْ تصبَّاكَ على بُعْدٍ نَبَا

ونبَا عنكَ صفَاءٌ كالصَّبَا

واختَفَتْ بَسْمَةُ حُرٍّ دَمَّعَتْ

أعْذَبَ الذكرى لِلَمْحٍ قد خَبَا !

أيُّها الخِلُّ ، الوفيُّونَ محَوا

أسطُرَ الوَهْمِ بأنْداءِ الرُّبَى

جَبَلُ العَهْدِ ظِليلٌ، والسَّنَا

يفضَحُ الكِذْبَ وتِمثَالَ الغَبَا

فاقصُدِ الظلَّ تراني مُورِقًا

أو إلى النورِ ترى نوري رَبَا

لستُ أرضى أن يموتَ الحُبُّ في

روضَةٍ كانَ الصَّفَا فيها أَبَا

حاطها النهْرُ، وسربُ الطيرِ لَمْ

يلْقَ إملالا يزورُ الملْعَبَا

إنْ تَبارَى النهرُ والطيرُ مَعًا

أرسَلَ الأفْقُ إلينا كوكَبَا

وانتشينا بكؤوسٍ مِنْ رؤى

لا كؤوسِ السُّكْرِ تُذوِي العِنَبَا

ثمَّ قامتْ جُدُرُ الهَجرِ بلا

رُسُلٍ تُبدي لُغاها السَّبَبَا

أَنَا في البحرِ وما فيهِ سِوَى

زورقي، أرْقُبُ صمْتًا لَجِبَا

أبعَثُ العُذْرَ كأنِّي مخطئٌ

أجِدُ الصَدَّ بوجهٍ قَطَّبَا

أركُمُ الأعذارَ تَلًّا عندهُ

أسألُ الأشياءَ عن بوحٍ حَبَا ؟!

فجأَةً ألمَحُ عُذرًا مُقبِلا

أصفرَ الوجْهِ يُحاكي الثَّعْلَبَا

فَلسفيًا يطلبُ الشَّطْحَ ولا

يُبصِرُ الشمْسَ تُنيرُ الحُجُبَا

يا صديقي عهدُنا زاكٍ إذا

ما دعتْكَ الفجرَ أنسامُ الصَّبَا

#ناصر_الخزيم
16 / 7 / 1437