السبت، يونيو 21، 2014

يا داءَ «سَوْفَ»

                                   يا داءَ «سَوْفَ»                            
                                                        [من البحر البسيط]
على وزنِ وقافية قصيدة الجواهري:
«يا أمَّ عوف عجيباتٌ ليالينا 
                                     يُدنين أيَّامَنا القصوى ويُقصينا» 

يا داءَ «سوفَ» عجيبٌ ما تُمنّينا
 
تُدني لنا المجدَ عذبًا ثمَّ تُقْصِينا !
  
أغرَى سرابُكَ عَطْشَى ضاعَ فِكْرُهُمُ
 
بَيْن المُنَى.. هذهِ حِينا، وذي حِينَا
  
ما كان سعيُهُمُ سعْيَ الدَّؤوبِ وهَلْ
 
يُغري الدؤوبَ الذي ما زِلْتَ تغرينا ؟!
  
يا لَلْأماني أرَتْني حَبْلَ فِتْنَتِهَا
 
مُزيَّنًا يتدَلَّى حَذْوَ أَيْدينا
  
لنَقْبضَ الحبْلَ كَيْ يعلو بنا
 
قِمَمًا  فيها نجاورُ صَقْرًا أو شَوَاهِينا
  
طِرْنا بمتْعَتنا جالَ الخيالُ بِنَا
 
نَلْهو بحَبْلِ الأماني عن مساوينا
  
لكنَّ غفلتنا -يا ويحَ غَفلتِنا !-
 
تهوي بأنفُسِنَا، بالوَحْلِ تُلقينا

  
آهٍ على العُمْرِ قد فاتَتْ حلاوَتُهُ
 
هَبْهُ طَوَانا ولا دُنيا ولا دِينا !
  
ويا لأَنْفُسِنا نُكْسَى أمانِيَها
 
ثوبًا غرورا نُريهِ من سَيُطْرينا
  
نمشي بلا هَدَفٍ نختالُ في طَرَبٍ
 
حتى إذا انبَعَثَتْ ريحٌ تُعرِّينا
  
...هتَكْتِ أستارَنا يا ريحَ مُدَّكَرٍ
 
تأتي كواشِفُها طَوْرا فتُحْيِينا
  
مُرُّ الحقيقةِ يحيي حُلْوَ أنفسِنا..
 
إذا النُّفُوسُ صَفَتْ تُبْدِي أفانينا
  
لا بُدَّ من كَيَّةٍ في النَّفسِ توقظُها
 
كما تنيرُ السِّراجَ.. النارُ تُدْفِينا
  
نَغْفو على أمَلٍ نَصْحو إلى أمَلٍ
 
نبقى بِآمَالِنَا نَوْمَىٰ بِوَادِينا
  
يا داء «سوف» أما تنفكُّ تُغْمُرنا
 
بما يُشتِّتنا.. يُوهِي القُوَى فينا ؟!
  
يا داء «سوف» إلى هُلْكٍ تُراوِدُنَا ؟!
 
بُعْدًا، فَفِينا الذي فينا.. ويكفينا !
  
إنِّي استَجَرْتُ برَبِّي كي يُخلِّصَنِي
 
رُحماكَ ربِّي بِعَبْدٍ قال آمينا !
  



شعر / ناصر بن عبد الله الخزيِّم
23 / 8 / 1435هـــ