يا داءَ «سَوْفَ»
[من
البحر البسيط]
على وزنِ وقافية قصيدة الجواهري:
«يا أمَّ عوف عجيباتٌ ليالينا
«يا أمَّ عوف عجيباتٌ ليالينا
يُدنين أيَّامَنا القصوى
ويُقصينا»
يا داءَ «سوفَ» عجيبٌ
ما تُمنّينا
|
تُدني لنا المجدَ
عذبًا ثمَّ تُقْصِينا !
|
أغرَى سرابُكَ عَطْشَى
ضاعَ فِكْرُهُمُ
|
بَيْن المُنَى..
هذهِ حِينا، وذي حِينَا
|
ما كان سعيُهُمُ
سعْيَ الدَّؤوبِ وهَلْ
|
يُغري الدؤوبَ الذي
ما زِلْتَ تغرينا ؟!
|
يا لَلْأماني أرَتْني
حَبْلَ فِتْنَتِهَا
|
مُزيَّنًا يتدَلَّى
حَذْوَ أَيْدينا
|
لنَقْبضَ الحبْلَ
كَيْ يعلو بنا
|
قِمَمًا فيها نجاورُ صَقْرًا أو شَوَاهِينا
|
طِرْنا بمتْعَتنا
جالَ الخيالُ بِنَا
|
نَلْهو بحَبْلِ الأماني
عن مساوينا
|
لكنَّ غفلتنا -يا
ويحَ غَفلتِنا !-
|
تهوي بأنفُسِنَا،
بالوَحْلِ تُلقينا
|
آهٍ على العُمْرِ
قد فاتَتْ حلاوَتُهُ
|
هَبْهُ طَوَانا ولا
دُنيا ولا دِينا !
|
ويا لأَنْفُسِنا
نُكْسَى أمانِيَها
|
ثوبًا غرورا نُريهِ
من سَيُطْرينا
|
نمشي بلا هَدَفٍ
نختالُ في طَرَبٍ
|
حتى إذا انبَعَثَتْ
ريحٌ تُعرِّينا
|
...هتَكْتِ أستارَنا
يا ريحَ مُدَّكَرٍ
|
تأتي كواشِفُها طَوْرا
فتُحْيِينا
|
مُرُّ الحقيقةِ يحيي
حُلْوَ أنفسِنا..
|
إذا النُّفُوسُ صَفَتْ
تُبْدِي أفانينا
|
لا بُدَّ من كَيَّةٍ
في النَّفسِ توقظُها
|
كما تنيرُ السِّراجَ..
النارُ تُدْفِينا
|
نَغْفو على أمَلٍ
نَصْحو إلى أمَلٍ
|
نبقى بِآمَالِنَا
نَوْمَىٰ بِوَادِينا
|
يا داء «سوف» أما
تنفكُّ تُغْمُرنا
|
بما يُشتِّتنا..
يُوهِي القُوَى فينا ؟!
|
يا داء «سوف» إلى
هُلْكٍ تُراوِدُنَا ؟!
|
بُعْدًا، فَفِينا
الذي فينا.. ويكفينا !
|
إنِّي استَجَرْتُ
برَبِّي كي يُخلِّصَنِي
|
رُحماكَ ربِّي بِعَبْدٍ
قال آمينا !
|
شعر / ناصر بن عبد الله الخزيِّم
23 / 8 / 1435هـــ