الأحد، نوفمبر 13، 2016

انحسارٌ وصَمت


عَبَرَ الوقتُ في مدَى الوصلِ وَثْبَا
ومضى يستزيدُ للبعدِ قُرْبَا

والرَّحيلُ استهلَّ حينَ غَشَانا 
بدموعٍ تُشِيعُ في الجَوِّ كَرْبَا

والفرَاقُ استدارَ حولَ سؤالٍ
عَنْ لقاءٍ فأجَّجَ النَّفسَ حربَا

خُنِقَ القوْلُ، ثُمَّ أحْكَمَ بَيْنٌ
بيننا حُلْكَةً ولودًا وحُجْبَا

فبعثتُ الْتفاتَةَ الشَّوقِ ولهَى
بعدها: صرخةً تولولُ حُبَّا 

غابَ في غفلةِ السّكونِ ندائي
لمْ أجِدْ غيرَ مُوحِشِ الصَّمتِ دَرْبَا

أيها الصمتُ خُذ فؤادي لفِكرٍ
يتصبَّى لمن أتى الفِكْرَ صَبّا 

أيُّها الصمتُ هل غَرِقْتَ بتِيهٍ؟
أَمْ رسَمتَ انْتفاضَةَ الهولِ غَيْبَا؟!

موجِعٌ أن أرى بلمحِكَ شكوى
مُفْجِعٌ أن تذوبَ في الجُرحِ سِربَا !

اكتُبِ الشِّعرَ أيها الصمتُ إنّيْ
أقرأُ الآنَ في ظلامِكَ شُهْبَا

اكتبِ الشعرَ إنني في رحيلٍ
وانحسارٍ يخوضُ في العُمرِ نَهْبَا

ذِكريَاتٌ، وصُحبَةٌ، واتَّقادٌ
شرَّقَتْ، 
والضياءُ يَذبُلُ غرْبَا

أَمَلِي يابسٌ، وغَمّيْ تنامَى
لم يزلْ ناضجًا بجوفيَ رطْبَا

باكِيًا أشتكي، أرَدَّ بُكاءٌ
ذاهِبَ الصَّفوِ أو أغاثَ مُحِبَّا؟!

يُسعِفُ القولُ إنْ تخلّفَ حالٌ
فجروحي ترى عزاءَكَ عذبَا


ناصر بن عبد الله الخزيّم
2 / 2 / 1438