الخميس، نوفمبر 14، 2019

نفَق الهوى



إلى نفَقِ الهوى سِرنَا فغِبْنَا
وفي غفلاتِه عِشْنا وشِبْنَا

وما تحت التلهّي غير كوبٍ
شربنا منه نُقصانًا وغَبْنَا

وأترعنا كُؤوسَ اللهْوِ حتى
إذا سُكِبَتْ أرانَا قد سُكِبْنَا

خلطنا النفسَ بالأدنَى فكانت
شتيتًا ضائِعًا فيما خلطنا

وكانَ العُمرُ مُمْتدّا بياضًا
فأغْرَى بالمِدادِ، وقد كتَبْنَا!

كَتبْنا والِهِينَ بِكُلّ خَطٍّ
وهاجَتْ صَبْوَةٌ فينا فَزِدْنَا

رَسَمْنَا البدْرَ في كأسٍ فمَسّتْ
زُجَاجَتَهُ أيادِينَا فَغَنّى

وزخْرَفْنَا بِسَاطَ الريحِ ليلًا
فأطلقْنَا الخيالَ له، وطرْنَا

وسَطَّرْنَا خطوطًا لاذِعَاتٍ
وأخرَى لو قرأْنَاها خَجِلْنَا

وزاحَمَ طَيّبَ المنقوشِ شَينٌ
علَا ما نافَ عن أرضٍ فأدْنَى

وشِئْنَا أنْ نعودَ إلى بيَاضٍ
وهيهَاتَ الإعادَةُ لو أردْنَا!

ومَنّيْنَا الفؤادَ بكلِّ مَجْدٍ
فأنْزَلَنَا الفؤادُ بِكلّ مَغْنى

حديثًا بائِدًا نُحْيِي ونُبدي
ويذبُلُ حينَ يلقى منكَ أُذْنَا

ملأنَا سمْعَ مَوطِننا افتخارًا
فلمّا احتاجَ مفخرةً جَبُنَّا!

وكنّا حين كانَ النصرُ نهبًا
نيامًا، ثُم صُغْنا اليومَ "كُنّا"!

وصحنا في الطّبَاعِ إلى المعالي
فدَانَتْنَا بما اعتدْنَا ودِنّا !

ولكنَّ التَدبُّرَ روحُ قلبٍ
يَدِبُّ فيجعلُ الأنوارَ حِصْنَا

فيا رحمٰنُ أنقذنَا فإنَّا
عَرفْنَا جَهْلَنَا وإليكَ تُبْنَا!

ناصر بن عبدالله الخزيّم
17 / 3 / 1441



ليست هناك تعليقات: