الاثنين، سبتمبر 08، 2014

في «وادي القويعيَّة»



أتيتُ أُلْقِي عَليكَ الوقدَ من شَجَنِي
«وادي القويعيَّةِ»، الآهاتُ تسكُنني

في بطنكَ الجَدْبِ أشياءٌ أحدِّثها
حتَّى تُفِيضَ بأشياءٍ تحدِّثُني

في غورِ نفسِيَ ما يجتاحُهُ يَبَسٌ
يُودِي بمورِقِهَا والشَّوكُ يجرحُنِي

كما رأيتُكَ يومًا في الرَّبيعِ، جرَى
ببطنِكَ الماءُ جَرْيا كانَ يُطربنِي

أراكَ يومِيَ هٰذا قد غَزاكَ جَفَا
فٌ، أبْدَلَ الشَّدْوَ والأفراحَ بالحَزَنِ

في سَدِّكَ الشَّامِخِ الإغْفَالُ علَّمني
ترْكَ الحشائشِ والباعُوضِ والعَفَنِ

في قَعْرِ تشغيبِهَا.. والسدُّ شُدَّ إلى
عالي الجبالِ فلا يبقى على الإحَنِ

أسعى لناحيةٍ منهُ لأرقبَها
عندَ الجبالِ التي بالصَّمْتِ تُفْهِمُني

أسرارَ سِحْرٍ بها قدْ هزَّ قلبَ فتًى
يبوحُ بالحبِّ والذِّكرَى وبالمِحَنِ

سبحانَ منْ خَلَقَ الأوتادَ في بُقَعٍ
رسَتْ بها أرضُنَا.. سبحانَ ذي المننِ!

أحجارُها السُّودُ في أشكالِها قِصَصٌ
تُرْوىٰ عَليَّ عَنِ الأحْداثِ والزَّمنِ

فالأخشَبُ الصَّامِتُ، الأحقابُ تَعْرِفُهُ
إذا مررتُ بهِ قامَتْ تُكلِّمني

يا ويْحَ نفسي دَنَا نَسْفُ الجبالِ ولا
أراكِ –نفسي- على خَوْفٍ مِن الكفَنِ

انظُرْ بِـ«مِزْعِلَ» كَمْ بيتٍ روى عِبَرًا
صارتْ مباِهجُهُ طِينًا يُذكِّرُني

ناصر بن عبد الله الخزيّم

13 / 11 / 1435هـــ

ليست هناك تعليقات: