الثلاثاء، يوليو 12، 2016

حكاية أمومة !

(في رثاء هيلة العريني رحمها الله التي غدر بها ابناها الخارجيان خالد وصالح العريني)



بالشوقِ يحتضِنُ الجنينَ شتاتُها
ما ساءَها أنْ حشرجَتْ أنَّاتُها

ضمَّ الحشا طفلينِ يأكلُ جوعُهمْ
جسَدَ التي بالحبِّ ذابَتْ ذاتُها

تترقَّبُ اللهفَاتُ منها موعِدًا
تحوي بهِ نظراتِهِمْ نظرَاتُها

من بين أجنحةِ العَناءِ تراكضوا
فتراكضتْ –شغَفًا بهِمْ- بسَماتُها

في دوْحِ أفياءِ الحنانِ تورَّدَتْ
وجَنَاتُهم وتلألأتْ وجَنَاتُها

ويحَ الأمومةِ كم يعذِّبها الونىٰ ؟!
فتعود خضراءَ المُنىٰ زفراتُها !

بل ويح من هطلتْ عليهمْ نعمةٌ
من دِيم أُمٍّ قد شَدَتْ قطراتُها !

لكنَّ طُهْرَ الغيثِ لم يَلْقَ الجنَا
فالأرضُ قد شحُبَتْ وماتَ نباتُها

تخطو خبيثاتُ المذاهِبِ نحوهمْ
لتسدَّ آذانَ القلوبِ قَذَاتُها

فرنوا لأنجاسٍ تفورُ سمومُهمْ
مثلَ السَّواحرِ صَلْصَلَتْ نَفَثَاتُها

شحنوا على الأمِّ الحنونِ فِراخَهَا
فتقصَّفَتْ -في فِكرِهم- حسناتُها !

سرقوا وليدَيْها بسِلسِلَةِ الرَّدىٰ
ذَبُلا ولم تُذِبِ الذبولَ شَكَاتُها !

كانوا بنُضرَتِهم سناءَ رُبوعِها
فتلفَّتوا... فاستوحشَتْ لفتاتُها !

شرِبَا من السُّمِ الزُّعافِ فأقبلا
في ذيلِ عقرَبَ أُجِّجَتْ وَثَبَاتُها

لا قلبَ يعقلُ، لا مشاعِرَ تحتوي
حركاتِهمْ -إنْ أقدموا- حَرَكَاتُها

فتُذكِّر الطَّبلَ الغشومَ بأنَّه
في سَكْرَةٍ بلهاءَ تَثْغِي شاتُها !

تُهدي إلى الذِّئبِ الخؤونِ حَيَاتَها
وتنامُ في حُفَرٍ سعَتْ حيَّاتُها

هذا مِزاجُ بني الخوارجِ إنَّهم
في فِكرَةٍ قد أظلمَتْ صفحاتُها


آهٍ على أمٍّ يمزّقُها الأسىٰ
تبني فتشرَقُ بالحُطامِ لَهَاتُها

قد صارَ مَنْ ربَّتْ ربيبَ عدوِّها
ما بدَّدَتْ أصواتَهُ أصواتُها !

كانت تزيلُ عن الوليدِ قذارَةً
أتزيلُها من فكرِهِ نفحَاتُها ؟!

جاءَتْ تنادي في الفؤادِ بقيَّةً
هل تنتهي في أنفُسٍ غفلاتُها ؟

كانَ الجوابُ وليدَ رجِسِ ضلالةٍ
أذوَتْ مساراتِ الهوىٰ آفاتُها

قاما بنشوَةِ عقربينِ فأنشبَا
سكّينَةً فيمن زهَتْ مِشكاتُها !!

قل ما الحياةُ إذا توارَتْ طَلْعَةٌ
للأمِّ عن قلبٍ روَتْهُ حياتُها ؟!

بل ما الحياةُ إذا سفكْتَ دماءَها ؟!
فدهَىٰ الخواطرَ بالعتابِ رُفاتُها !

#ناصر_الخزيم

ليست هناك تعليقات: