الأربعاء، يناير 12، 2011

لفتة إلى أثر النشر الالكتروني في الاجتماع والثبات على السنة

بسم الله الرحمن الرحيم


قال تعالى: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً} [النساء: 83]

قال الشوكاني –رحمه الله- في تفسيره: «وهؤلاء جماعةٌ من ضَعَفَةِ المسلمين كانوا إذا سمعوا شيئاً من أمر المسلمين فيه أمنٌ نحو: ظفرِ المسلمين وقتل عدوهم، أو فيه خوفٌ نحو: هزيمة المسلمين وقتلهم، أفشوه وهم يظنون أنه لا شيءَ عليهم في ذلك»اهـ.

وقال البغوي –رحمه الله- في قولِه تعالى: {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}:
«أي: يَستخرِجونَه وهم العلماء، أي: علموا ما ينبغي أن يُكتَمَ وما ينبغي أن يُفشَى»اهـ.


وحين يترك الشباب أمر (النوازل الجديدة) إلى أهل العلم والسنة، فإنَّ هذا أدعى لحفظ الاجتماع من التفرق، والشباب من الهلكة في الفتنة. وضد ذلك فتح لباب الكلام الكثير ممن لا يعلم ولا يدقق، أو لم تصفُ نيتُه للنصيحة.. فتشيع الأكاذيب وتكثر الأحكام المختلفة ويفترق الناس في كل فتنة تشتعل.

ولقد كان الشبابُ السلفي الناصح يبذلون النصحَ لمن ولج باب الكلام في نوازل الأمة، بلا علم وحكمة، ويحثونَه بالصبر على السنة ورد الأمور إلى أهلِها. فحرص إبليس أن يدخلَ بعض شباب السلفية في هذه الفتنة فما يصدر كلام من بعض المشايخ إلا وينشره، ويختلف هو وزملاؤه في الكتابة فيه، ويتسع مجال الكلام ويشتد داعي الانتصار للنفس. فالحذر الحذر. محبي السنة من هذه الفتن! فهي مزالق مودية إلى الهلاك.

وأحب أن أشير إلى أمر جرى قديما، وله أشباه في الواقع وسالف الأيام، وهو ما حصل قبل جيل (الإنترنت) ومشكلاته المتعبة؛ حيث نُسِبَ أحدُ العلماء المشاهير في الفقه والسنة إلى خطأ في مسألة من مسائل الصفات، فجرى إثرَ ذلك كلامٌ، وإشاعات، لكن انطفأت هذه الفتنة بحمد الله، ولعل مما ساعد على ذلك: أن (النشر الالكتروني) لم يتيسر للمتعجلين في إفشاء هذا الأمر وتوسيع دائرة الفتنة فيه. وفي الأيام عبَرٌ، فاعتبروا رحمكم الله!.



29 / 3 / 1430هـ.

ليست هناك تعليقات: