الأربعاء، فبراير 03، 2016

غياب نفس


                            -على بحر المديد- 


ذِكرياتٌ عابِرٌ في مداهَا
سَعيُ عُمْرٍ يستحِثُّ خُطَاهَا

يهجَعُ الجِدُّ فينسَلُّ لَهْوٌ
لِحِمَى النّفْسِ فيُلقي رِداها

فسقاها ، بالمتاهةِ ، كأسًا
وَيَغُرُّ النَّفْسَ خِلٌّ سَقَاها

ودعاها لسَرابٍ كبحرٍ
وأطاعَتْ قولَه فرمَاهَا

وأرَاهَا سِرْبَ وَهْمِ الأماني
فَفَدَتْ سيرَ العَمَىٰ بعُلاها

وتشظَّى بينَ وهْمٍ ووهْمٍ
غَضُّ عُمرٍ وزمانٌ نعاها

فسرى سِرْبُ الأماني وجفَّتْ
بقعةُ الوهْمِ وسُكْرٌ غَشَاها

وتبدَّتْ للحقيقةِ شمسٌ
أشْرَقَتْ، لما الغروبُ دهاها

هل تفيضُ الذكرياتُ بشيءٍ
يُمْطِرُ النفسَ ويحيي رُباها؟!

هل يعيدُ الجِدُّ ما قَدْ أبادَتْ
غفلَاتٌ عاثَ في النفسِ داها

#ناصر_الخزيم 
14 / 4 / 1437