بين ذئبٍ ونَبْع

شجونٌ بسِرِّ القلبِ طالَ غِناؤها
لذكرى تغَشِّي القلبَ قلَّ غَناؤها

أنادي بسوق الأمنيات فوائتا
ترُدُّ رُؤاءَ الذكرياتِ دماؤها

فيحجبُ وجهًا قد تلفَّتَ في الجوى
غيومٌ من الحرمانِ ضافٍ رداؤها

وأرجُفُ تحتَ الهاطلاتِ مُبدَّدًا
فينْهَلُّ من غيمِ الفراقِ شتاؤها

فيحرمني بَردٌ وبُعدٌ وحُلكةٌ
شموسًا بصبحِ الحقِّ زانَ ضياؤها

فموّجَ ثوبُ الليلِ ألوانَ من رؤى
وإذ أعينٌ يُكْسَى برعبٍ سناؤها


تميلُ معَ الأغصانِ، والذئبُ تحتها
ومقلةُ هذا الذئبِ نحوي لِواؤها

وفوقي مِن الأثقالِ عَجْزٌ ورِعْدةٌ
ورجلي بسطحِ الوحلِ بادٍ عناؤها

وجوفي مليءٌ بالذِّئابِ يَلُكنني
فأيَّ شياهٍ من جراحي تشاؤها؟!

عبوري بكهفِ العمر ردَّدَ باكيا:
تسير ولا يروى بنفسٍ رجاؤها؟!

وإن يدنُ منِّي الضوءُ أحسبُ أنني
ظفرتُ وإذْ بالغارِ وارٍ شقاؤها

أنا ذلك المسكينُ غارتْ بفرحَتي
ذُنوبٌ فطاشَتْ سُكّرَاتي وماؤها

سريعٌ إلى تصديق حُبِّ فيختفي
وتخدعني عن لامِ بلوايَ فاؤها

ويغتابُ سطري من أحبُّ فربما
يجود -ولو غضبى- عليَّ لقاؤها

أُمَنِّي فؤادي بالسِّرابِ وقد نأتْ
خُطايَ عن السُبْلِ البَهيِّ نقاؤها

🔹🔹🔹
ألا أيها السِّرحانُ أثخنتَ فكرةً
وأنطقتَ نفسي حين أسرفَ داؤها

فإن كان يعلو حبُّ ليلى ابْنَ عامر
سيعلو هوى نفسي بعزمٍ دواؤها

إزائي تموتُ الأمنياتُ لأنني
غفلتُ، وبعد الصَّحْوِ يزكو عطاؤها

ونحوي تجيء الآساراتُ إرادتي
ويكسرُ بابَ السجن في الروح "لاؤها"

فدع عنكَ وهمًا يزدريكَ، ولا تخَفْ
كلابًا بدربِ النصر طال عواؤها

وسرْ نحو عالي المكرمات بِرَايةٍ
يُسامِي رؤوسَ النائفاتِ علاؤها

أجِبْ دعوةً ظمأَىٰ بروحكَ للعُلا
فقد طال في سِرِّ الضميرِ نداؤها !

#ناصر_الخزيم
١٢ / ٥ / ١٤٣٧