السبت، مارس 17، 2018

كُليْمَة في رسالة «الأصول الثلاثة»

الحمد لله ناصرِ الموحدين ومُذلِّ المشركين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن سلك سبيل المؤمنين، أما بعد؛

فلقد كانت رسالة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب (ت: 1206) -رحمه الله تعالى وأجزل مثوبتَه- المعروفة بـ«الأصول الثلاثة»: درَّةً من بديع ما تركَه الإمام من خير كثير عميم. اعتنى بها أهل العلم، شرحا وتقريرا، والمتعلمون حفظا وتفهُّما.

وهي على صِغَر حجمها قد حَوَتْ أعظم المعارف، وأهم ما ينبغي للمسلم تعلمه والعمل به.

فكانت حَريَّة بالمجالِسِ الكثيرة المعقودة في تدارسها، والمؤلفات الوافرة في كَشْفِ معانيها.

وإنَّ الناظِرَ فيها وفيما استخرجه العلماء من معانيها ليقِفُ على علوم غالية فيها تصحيحٌ لما دخَلَه الخلل من اعتقاد المسلم أو عملِه.

وبدا لي -على ذلك- أن أجول في رياضها وأقطف ما تيسر لي من ثمارها. وإن كان مثلي لا يتهيأ له أن يبصر ما يستطيعُ حديدُ البصيرة أن يقف عليه ويسبر غورَه؛ وحسبي أن أشارك القارئ بقليل نافع -إن شاء الله-. طالبا منه أن يلفتَ نظري إلى أي خلل، فالناصح من أهداك عيوبَك؛ مصوّبا لا شامتا. غفر الله لي ولك -أخي القارئ- والمسلمين، وأرشدنا إلى مرضاته.


فصلٌ: ذكَر أحدُ الشارحين أنَّ الإمام المجدد –رحمه الله- كتب أربع رسائل تدور في موضوع «الأصول الثلاثة»، وبينها تفاوت؛ فبعضها أربى مسائل من بعض، وأنَّ جامع «الدرر السنيَّة» قد جعلها متتابعة من ص/ 125 إلى ص/ 158، من الجزء الأول. وقال -أعني الشارح-: إنَّ أطولها الرسالة الأولى (125 – 136)، وهي الرسميَّة المنشورة باسم «الأصول الثلاثة»اهـ.

ولها -أي الرسالة- شروح كثيرة من أشهرها وأظنه أول شرح لها: «حاشية الأصول الثلاثة» للشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم -رحمه الله- ولها شروح وفيرة مسجلة في أشرطة لعلمائنا -جزاهم الله خيرا-.


فصلٌ فيما تضمنته هذه الرسالة: قال الإمام محمد بن عبد الوهاب –رحمه الله-:
«قرَّرَتْ «ثلاثةُ الأصول»: توحيدَ الربوبيَّة، وتوحيدَ الأولوهيَّة، والولاء والبراء، وهذا هو حقيقة دين الإسلام.
ولكن قف عند هذه الألفاظ واطلب ما تضمنت من العلم والعمل. ولا يمكن العلم إلا أنك تقف عند كل مسمى منها».اهـ.

وقال –رحمه الله-: «والحاصلُ أنَّ مسائل التوحيد ليست من المسائل التي هي من فنِّ المطاوعة خاصَّة؛ بل البحث عنها وتعلُّمُها فرضٌ لازم على العالم والجاهل»اهـ. [«تاريخ نجد» لابن غنام: 311، ط/دار الشروق]. و(المطاوعة): المرشدون ونحوهم.
أسأل الله تعالى أن علمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علَّمنا، ويعيننا على أنفسنا. 
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.



كتبها تشويقا لإخوانه بقراءة تلك الرسالة وتحبيبا لعلم التوحيد:
ناصر الخزيم
ليلة الأحد: 21 / 1 / 1430هـ.

ليست هناك تعليقات: