الاثنين، سبتمبر 14، 2015

وداع



جاءَتْ تفاصيلُ الوَدَاعِ تُعَذِّبُهْ
إِنْ ردَّ قولَ دُمُوعِهِ سَتُكَذِّبُهْ

قد كانَ يرجُو أنْ يبوحَ بوجْدِهِ
لٰكِنَّ طَبْعًا في الرِّجالِ يُؤَنِّبُهْ

يُبدي السُّلُوَّ كأنَّهُ بِك زاهِدٌ
وَيَئِنُّ مِنْ قَرَمِ المَحَبَّةِ «أَشْعَبُهْ»

حشَدَ الفراقُ غيومَ هَمٍّ مُوْدِعٍ
نفسي بسجْنِ الليلِ قلَّتْ أشْهُبُهْ

يا غَفلَةً تغْشَىٰ الحبيبَ إذا مَشَىٰ
وسعىٰ بعِرق القلبِ منِّي يسحبُهْ

أتَتُلُّهُ، وتغيبُ عنِّيَ مُسرعًا؟
وتَشُبُّ نارَ الهَجْرِ، ثُمَّ تكبكِبُهْ؟!

فأكون مع ماءِ الجفونِ بِكُرْبَةٍ
أأصونُهُ مُتَصبِّرًا، أم أسْكُبُهْ؟

ويُهِيجُني عِطْرٌ تركتَ معَ الصَّدَى
والصمتُ يسكنُ في الفراغِ فأرهَبُهْ

وتلوحُ لي بَسَمَاتُ ثغرِكَ.. هَشَّهَا
وقْعُ العُبوسِ لواقعٍ لي أرْكَبُهْ

آهٍ وجَدْتُ بدارِنا كأسًا بِهِ
شايٌ، مَعَ النِعناعِ كنتَ ستشرَبُهْ

أأقومُ من فرْطِ المحبَّة واثبًا
وأصيحُ: خُذْ ما قد نسيتَ وترغبُهْ !

فلعلّني أجِدُ التفاتًا من بعيـ
ـدٍ أو يكلّمني خيالٌ أرقُبُهْ

رَدَّ السَّرابُ العَذْبُ، حينَ أتيتُهُ،
بزواله! .. ما زالَ وَهْمي يَطْلُبُهْ!

إنّ الوداعَ حديثُه مُتطاولٌ
ينمو وأصغُرُ في الظلامِ أخضِّبُهْ

لوّنْتُ أشباحًا تنوبُ وأوجُهًا
تنأى حقائقُها، وشعرًا أكتُبُهْ



#ناصر_الخزيم
٢٦ / ١١ / ١٤٣٦

#أدب_الرحيل