الأحد، أبريل 24، 2016

صُدودٌ عارٍ

صدودٌ عَارٍ


قدْ تصبَّاكَ على بُعْدٍ نَبَا

ونبَا عنكَ صفَاءٌ كالصَّبَا

واختَفَتْ بَسْمَةُ حُرٍّ دَمَّعَتْ

أعْذَبَ الذكرى لِلَمْحٍ قد خَبَا !

أيُّها الخِلُّ ، الوفيُّونَ محَوا

أسطُرَ الوَهْمِ بأنْداءِ الرُّبَى

جَبَلُ العَهْدِ ظِليلٌ، والسَّنَا

يفضَحُ الكِذْبَ وتِمثَالَ الغَبَا

فاقصُدِ الظلَّ تراني مُورِقًا

أو إلى النورِ ترى نوري رَبَا

لستُ أرضى أن يموتَ الحُبُّ في

روضَةٍ كانَ الصَّفَا فيها أَبَا

حاطها النهْرُ، وسربُ الطيرِ لَمْ

يلْقَ إملالا يزورُ الملْعَبَا

إنْ تَبارَى النهرُ والطيرُ مَعًا

أرسَلَ الأفْقُ إلينا كوكَبَا

وانتشينا بكؤوسٍ مِنْ رؤى

لا كؤوسِ السُّكْرِ تُذوِي العِنَبَا

ثمَّ قامتْ جُدُرُ الهَجرِ بلا

رُسُلٍ تُبدي لُغاها السَّبَبَا

أَنَا في البحرِ وما فيهِ سِوَى

زورقي، أرْقُبُ صمْتًا لَجِبَا

أبعَثُ العُذْرَ كأنِّي مخطئٌ

أجِدُ الصَدَّ بوجهٍ قَطَّبَا

أركُمُ الأعذارَ تَلًّا عندهُ

أسألُ الأشياءَ عن بوحٍ حَبَا ؟!

فجأَةً ألمَحُ عُذرًا مُقبِلا

أصفرَ الوجْهِ يُحاكي الثَّعْلَبَا

فَلسفيًا يطلبُ الشَّطْحَ ولا

يُبصِرُ الشمْسَ تُنيرُ الحُجُبَا

يا صديقي عهدُنا زاكٍ إذا

ما دعتْكَ الفجرَ أنسامُ الصَّبَا

#ناصر_الخزيم
16 / 7 / 1437