الأحد، أبريل 24، 2016

اختطافُ عقل !

..
ماكِرٌ أعجبَ الجهولَ وغَرَّهْ

نَسَجَ الوهْمَ في الكلامِ فجَرَّهْ

ويُوَشِّي ملامِحَ الوجهِ سَمْتٌ

يخضِبُ النّذلَ طاويًا عنه شرَّهْ
 
ثُمَّ غابَتْ رؤاهُ خلفَ أمانٍ

خادعاتٍ تجرُّ للتيهِ فِكْرَهْ

فرأى الغِرَّ شيخَ علمٍ وفتوى

ورأى عالمَ الأنامِ كبَعْرَةْ !

ورأى الداءَ لا الدواء علاجا

لجراحٍ يزيدُها الجهلُ فَورَةْ

ورأى في الجنونِ درْبًا سريعًا

لعُلُوٍّ تغيبُ عنه المجرَّةْ !


ورأى أنَّ داءَنا من وُلاةٍ 

كَسْرُهمْ يُفْلِقُ المنارَ ونَصْرَهْ

ظنَّ أنَّا إذا خَلَونا بفوضى

فضّ عِـزٌّ عَنِ العروبَةِ سِترَهْ !

ورأى أنَّ خَوضَهُ في دمانا

يُمْطِرُ النصرَ للبلادِ ونَهرَهْ

 لا يرانا كـ«بَوشَ» بل نحنُ أخزى

وأحقُّ النحورِ في أنفِ شَفْرَةْ

حدَّها للقريبِ يرجو نجاةً

من موالاةِ «كافرٍ» عابَ سُكْرَهْ !!

فَتَّقَتْ عن كروبِ قلبٍ وبَلْوى

في جوى أمِّهِ مصائبُ مُرَّةْ

غرَّدَتْ للوليدِ بعدَ انبلاجٍ

فَدَهَاها النعيقُ يلطِمُ فَجْرَهْ

كان في جوفها ذخيرَةَ مَجْدٍ

سُرِقَتْ، ثمَّ صار للمجدِ عَورةْ

أمَّلتْ كونَهُ حصيفًا حصينا

ثمَّ هدَّتْ مرابِعَ العقْلِ (فِكرةْ)!

ذابَ جسمٌ لأمنياتٍ أُبيدَتْ

تحتَ رِجْلِ الغَبِيِّ يُحْرِقُ عُمرَهْ

آهِ يا للفؤادِ في صدرِ أمٍّ !

ألهَبَ المحزناتِ مَنْ كان سرَّهْ !

ليتَ من سرَّها بيومٍ تَبَوَّتْ

نفسُهُ –قبلَ موجَةِ التيهِ- قَبْرَهْ

زخرفوا من زيوفِ قولٍ لنهْجٍ

بعدها رامَ مظلمُ العقلِ قَعْرَهْ

أيّ غورٍ يريدُ حين أجالَتْ 

مُقلتاهُ بأسْطُرٍ فوقَ حُفْرَةْ ؟!

هتَكَ السترَ.. بل أجابَ كمينًا

نالَ حَبًّا... فحبَّةً.. ثُمَّ غَدْرَةْ !

نبتَ الغدرُ في ثراهُ وماتَتْ

نِسْمَةُ الفَهْمِ واخضرارٌ ونُظْرَةْ

ليس هديُ الرسول مَنّا على اللهِ

بِحسٍّ يشبُّ في القلبِ جمرَةْ !!


إنَّ هديَ الرسولِ أرفعُ من أنْ

يهَبَ الغدرَ رايَةً مُشمخِرَّةْ !

إنَّ هديَ الرسولِ إعمالُ عِلمٍ

يَعْقِلُ العقلَ عن لجاجَةِ شِـرَّةْ


#ناصر_الخزيم
12 / 7 / 1437