الثلاثاء، أغسطس 16، 2016

ومضيتُ مُزْدَحِمَ المُنى...

📁 ومضيتُ مُزْدَحِمَ المُنى...


الأمنياتُ على النوافِذِ باسِمَةْ

والأُحْجياتُ على الحقائِقِ قاتِمَةْ

تنسابُ ألوانٌ أُفِسِّرُ بعضَها

ولبعضِها لُغَةٌ تُهمهِمُ غائمَةْ

وأعودُ أشجانًا يُبدّدُ لحنُها

نفسي فتُرهِبُني الهمومُ الحائِمَةْ

عيني على سِرٍّ مهيبٍ، والصَّبَا

نَشَرَ ابتساماتِ الطيورِ الحَالِمَةْ

ويدي تُعَفِّرُها الحروفُ، وسطرُها

يمتدُّ نحو المُظلمَاتِ الفاحِمَةْ

نُوَبُ الوَدَاعِ يزيدُ سيري عِبئَها

فالدرّبُ محفوفٌ بنجوًى جَاهِمَةْ

ودَّعتُكم والقلبُ بين مؤمِّلٍ

بلقائِكمْ أخْرى، وغايٍ قادِمَةْ

ومضيتُ مُزْدَحِمَ المُنى، ولوحْدَتي

حشْدُ الرؤى تُحيي الجراحَ النائِمَةْ

ومضيتُ أشحَذُ بسمَتي وأحوطُها

بتغافُلٍ وتفاؤلاتٍ ناعِمَة

ومضيتُ يمضي في الجوَى -متراكِمًا-

سِرْبٌ يثيرُ المُوحشاتِ الجاثِمَةْ

لا بأسَ إذ لا بُدَّ مِنْ خوفٍ يُشَكِّل

في الفؤادِ خريطَةً متلائِمَةْ

لكنَّ خوفَكَ كالمغارَةِ جوفُها

يأبى انطلاقَكَ نحو بابِ الخَاتِمَةْ !

كرِّرْ على النفسِ العَصيَّةِ عِبْرَةً

لِتُضيئَها، واسكُبْ دموعًا ساجِمَةْ

فالدمعُ بعدَ سَنا البصائِرِ طُهْرَةٌ

تَهدي الضميرَ إلى الخِلالِ الحازِمَةْ


ناصر بن عبد الله الخزيم

ليست هناك تعليقات: