الأربعاء، فبراير 21، 2018

ضَوءٌ عابِر

غامضُ الخَطْوِ لاهثُ الفكرِ، تَسْعَى
بين جنبيكَ مُلْغزاتُ الخِطابِ

تركبُ الخوفَ،
 والدُّجَى لقطاتٌ
ركَّبَتْ في الضَّميرِ جسمَ غُرابِ

إنْ أثارَ الحنينُ فيكَ حروفًا
ثارَ في وجهها صراخُ العَذَابِ

يَسكتُ الماءُ حينَ تنظرُ فيهِ
إذ لبستَ الظلامَ لبس الثيابِ

ورآكَ الترابُ ترفَعُ رِجلًا
كي ترى أختُها بريءَ التُّرابِ


موقِدًا شَمعَةً وتستاكُ مَشْيًا
لتجوسَ الرؤى خلالَ الغابِ

لملَمَتْ عقلَكَ المُشَتَّتَ ذكرَى
بددَّتْ عنه مسرحًا من سَرابِ


من بعيدٍ أتى إليكَ صديقٌ
بالحِجَى والشذى مليء الإهابِ

هَتَكَ الوحدةَ الأليمَةَ حُبٌّ
وشدَا الذكرياتِ إرْثُ الغيابِ


غابَ عَنْ دوْحَةِ الإخاءِ كثيرٌ
غيرَ أنَّ القليلَ صفوُ الشرابِ

وطوى عارضُ الضغينَةِ صَحْبًا
لم يُبالوا بسالفَاتٍ عِذابِ

قال في هَمْسَةٍ تُعيدُكَ ضوءًا:
طالبُ المجدِ ليس بالهيَّابِ!

لا تدعْ غابَةَ الظلامِ حجابًا
عن تعاطي مُظَفَّرِ الأسبابِ

يلِدُ الخوفُ إنْ تَكبَّرَ يأسًا
غيرَ أنَّ الحِذارَ زادُ الوِثابِ

كَسَلٌ أخْذُكَ الرمَادَ لِحافًا
فاللهيبُ اسْتعَرَّ تحتَ الحجابِ

بَدِّدِ الوهْمَ عن طموحِكَ واعبُرْ
بِسَديدِ الخُطَى عنيفَ الصِّعابِ

أنتَ والفجرُ والصَّبَا نفحاتٌ
تُبهِجُ اليومَ مُشْرِقًا بالإيابِ

أنتَ إنْ مَـرَّ في فؤادِكَ غيمٌ
أسفرَ العزمُ من ثقوبِ السحابِ

فاحملِ الهمَّةَ المضيئةَ بَرقًا
وابتعِدْ عن مناحَةٍ في الضبابِ


هكذا مجلسُ الصديقِ ضرامٌ
في زيوفٍ كثيرةِ الأوصابِ

هكذا همسةُ الحبيبِ طيورٌ
تتغنَّى بروضِها الخلابِ

نَشوَةُ الحرفِ أن يزلزلَ قلبًا
نامَ في هَدْأةِ السطورِ الخوابي

وخليلُ القلوبِ، حقًّا، صديقٌ
ناصحٌ صادقٌ وريفُ الجوابِ

ناصر الخزيم

٢٤ / ١١ / ١٤٣٨

ليست هناك تعليقات: