الأربعاء، فبراير 21، 2018

اكتُبي !

ورقي وأقلامي إزاءَكِ، فاكتُبي
عن قصتي أو عُزْلَتي أو مذهبي

أو في شؤون قصائدي ومشاعري
ومدامعي عند ابتعادِ مُعَذِّبي

أو في الطيورِ الزائراتِ نوافذي
يحلفْنَ أنَّي نحوَ فألٍ مُعْشِبِ

وبأنني إنْ سرْتُ خلْفَ نشيدِهَا
يَغْشَ الفؤادَ هُتافُ أنْسٍ مُطْرِبِ

أو في انحداري خَلْفَ أمنيَةٍ هَوَتْ
أو في ثباتي أو عنيفِ تقلّبي

أو في هطولِ الرأيِ عند تَفكُّري
فيخيفه لهَبُ الفتورِ المُجدِبِ

أو في سكوتي حينَ أسرَفَ حائِطٌ
قَدْ ناءَ منطِقُهُ بأوهامِ الصبي !

ما إنْ بدأتُ بحجَّتِي حتَّى اختَفَتْ
عَنْ أن تُقابِلَ سَطْرَ مُنتَفِضٍ غَبي!

أو عَنْ خِلافي ثمَّ هجرِيَ للذي
ظنَّ الصداقَةَ بالعِتابِ المُتعِبِ

«لَمْ تتَّصِلْ».. «لم تَنتَبِهْ لِرِسَالَتي»
«لَمْ تمتَدحْ قولي بقولٍ مُسْهِبِ»!

هل كنتُ يا هذا لأُنْسِكَ قاصِرًا
صَفْوَ الهَوى؟! أم كنتَ يا هذا أبي؟!

لا زِلتُ أقرأُ في جفافِ الشَّوكِ ما
يَهَبُ الحياةَ سِراجَ فِكْرٍ مُعْرِبِ


ينقَضُّ أسودُهُ ليصبِحَ عاريًا
فيفِرُّ يبحثُ في السنا عن مهرَبِ

لا زالَتِ الألوانُ يا أختَ الصَّبَا
شَجَنًا، يُفَسّرُني، خُذيني واكتُبي!

ناصر بن عبد الله الخزيم

١٩ / ٥ / ١٤٣٩

هناك تعليق واحد: