الأربعاء، فبراير 21، 2018

في دموعِ "أراك عصي الدمع"

أراكَ حبيسَ المُنَى والقوافي
وتحجِبُ دمعًا جريئًا غَشَاكَا

وتتخذُّ الليلَ خِلا وفيًّا
تبوحُ له بالذي قد شجَاكا

جوانِحُكَ اللاهباتُ تعاني
عِراكَ شجونٍ تُحبُّ العِراكَا

وتُقْعِدُ شأنًا وترفَعُ شأنًا
فإنْ جاءَ ذاكَ تقدَّمَ ذاكَا

وترنو بفِكْرِكَ إنْ نامَ جُرحٌ
إلى ذكرِ جرحٍ يهيجُ حشَاكَا

تُقطّعُ فِكرًا بفكِرٍ وتسعَى
لتجمَعَ رأيًا يقودُ رؤاكَا

بأيِّ فؤادٍ تردُّ يَمَامًا
تفَلَّتَ حينَ قطعتَ الشِّبَاكَا ؟!

وتمحو حروفًا لتكتبَ اُخْرَى
تُلُخّصُ للسائلينَ هواكَا

فيعبق من قهوة البنّ هيلٌ
يعيد إليك سَنًى من سنَاكَا

ويمزجُ للقلبِ بعضَ الخيالِ
ليطويَ عنكَ الذي قد طواكَا

ولو ساعةً تستريحُ لبوحٍ
مَدَاهُ يُلَمْلِمُ بعضَ مَداكَا

فدع عنْكَ مَنْ راغَ للواشياتِ
ليبتُرَ ودًّا بناهُ نَدَاكَا

 ومَنْ قد تركتَ له الضافياتِ
من الحسناتِ فعافَ جَناكَا

ومن قد عصرتَ لهُ ماءَ حُبٍّ
وعفوٍ جميلٍ.. فشاءَ قِلاكَا

ومن إنْ رآكَ بكربٍ تناسَى
وكنتَ إذا احتاجَ قلتَ: فِداكَا!

وسِرْ لا تبالِ بماضٍ يضمُّ
سطورًا مِتانًا وأخرى رِكَاكَا

فتلكَ الحياةُ.. بياضٌ.. سوادٌ..
سكونٌ يعُمُّ ليُحيِيْ الحراكَا

جحودٌ ينامُ بظلّ وفاءٍ
فينمو ليطلبَ عنه الفكاكَا

سفيهٌ يغاغي أمَامَ عليمٍ
يقولُ: اتَّبعْني لدَرْبِ عُلاكَا !

لئيمٌ تشكَّى انقلابَ الزمانِ
وفعلَ اللئامِ، بوجْهٍ تباكَى !

وسرَّاقُ مالٍ يقولُ: انقذونا
من السارقينَ أعاقوا السّكاكَا !

وكم من مطايا غثاءٍ وخلط
وخبط تجيشُ علينا اشتباكَا

فلا تبتئِسْ إنَّ قيدَ الأسَى
حِكايَةُ عَجْزٍ تَسُكُّ الهلاكَا !

وأرسِلْ مِنَ الدمعِ حِكْمَةَ عُمْرٍ
تُطيّبُ رغْمَ المآسي ثَرَاكَا

وقلّبْ رؤاكَ على كُرُبَاتٍ
تَجِدْها، مع الفِكْرِ، غيثًا سقاكَا

تجدها نشيدًا يصوغُ الحياةَ
أهازيجَ ذكرى، تَسُرُّ سُراكَا


ناصر الخزيم

28 / 3 / 1439

ليست هناك تعليقات: