الأربعاء، فبراير 21، 2018

غفلة وندم



سؤالٌ لن يُضمِّدَه الجوابُ
وسِرٌّ لا يغطيهِ الحِجابُ

ينادي النفسَ للإيمانِ وَعْظٌ
فتبكي، ثمَّ يغمرُها الضبابُ!

ويسرِقُها إلى الآفاتِ لهوٌ
فيَفقدها إذا أمسى الصَّوابُ

وتنسَى كلَّما ركضَتْ وهامَتْ
بأنَّ العُمرَ يطلبُه الغِيَابُ

وأنَّ حصيلَةَ الترحالِ خِدْنٌ
لها إنْ غيَّبَ الجَسَدَ الترابُ!

لماذا نُطعِمُ الأرواحَ جوعًا
وقوتُ الروحِ يكسوهُ الشّهابُ؟

لماذا نُذهبُ الأيامَ هدرًا؟
سيحويها –كما ندري- كِتابُ!

لماذا نمطلُ الأنفاسَ عَوْدًا
إلى الحُسنَى، وقد ذهبَ الشبابُ؟

علِمنا غيرَ أنَّ الجهلَ فينا
يصاحبُه الترحُّلُ والإيابُ

يكاثِرُ بعضُنا بالمالِ بعضًا
فيكثِرُ من تناوِشِنا السرابُ

وللدنيا بقلبِ المرءِ مِنَّا
صنيعُ السّحرِ عُقْدَتُهُ عُجابُ

سؤالي ليس لغزا غير أني
أُفَكِّرُ ثُمَّ يُذهلني المُصابُ

أفكّرُ في طريقٍ خِلْتُ سَهْلا
فتجذبني عن السير الرّغابُ

أفكرُ في ضمير النفسِ يغفو
وقد حاذى سنا المجدِ الرِّكابُ

أفكّرُ في قُصورِ الجهلِ تُبْنَى
وتَخرقُ فرصَةَ الهدمِ الحِرابُ!

وفي عُمرٍ رفيقِ اللهوِ، ماذا
إذا وافَى حصائِدَه الحسابُ؟!

ناصر الخزيم

٤ / ٣ / ١٤٣٨

ليست هناك تعليقات: