الأربعاء، فبراير 21، 2018

مللنا من الأحلام

بأيِّ معاني الشعْرِ أبدأ إنَّها
بِمُفْتَرَقِ الأحزانِ تصرَعُ أحرُفي

أأرْفَعُ سيفًا صارَ في الغِمْدِ ذابِلا
وإنْ رَفَّ في جيشِ الخيالِ سيختفي

أأصرخُ.. أينَ الصوتُ؟ أينَ فَمُ الصَّدَى؟
وفي أيِّ صَفٍّ أغْرِسُ الآنَ موقفِي؟!

يقولون: قوموا للعدوِّ بحَرْفِ «لا»!
فما أسعدَ الباغي بجَيشِ التأفُّفِ!

وهل تُرْعبُ الأصواتُ صَوْلَةَ حاقِدٍ
رآكَ كأشْلاءٍ وريشٍ مُنَتَّفِ ؟!


متى يَشْهَدُ التاريخُ أنَّا بنو يدٍ
أزاحَتْ دجى الدنيا بسيفٍ ومُصحَفٍ؟!

بلى يشهدُ التاريخُ أنَّ سطورَنَا
أتَتْ شاحِباتٍ بعدَ دُرٍّ مُرصَّفِ!

ولستُ –معاذَ اللهِ!- أبكي تشاؤمًا
ولكنَّما الأوجاعُ إنْ تَبْكِ تعْزِفِ

ولا أدَّعي أني من النصرِ آيسٌ
فإنَّ ثيابَ المَجْدِ إنْ هَبَّ تنْظَفِ

وليس غَريبًا أنْ يتيهَ عدُوُّنا
ويطغَى بقانونٍ لئيمٍ ومجحفِ

ولكنْ جراحاتُ الفؤادِ يهيجُها
تضارُبُ أهواءٍ إزاءَ التعسُّفِ

إذا ضلَّ فِكرُ المرءِ عن وحيِ ربِّهِ
تخبَّطَ في ظَلْماءِ قولٍ مُزَخْرَفِ

وسارَ على دربٍ يؤولُ إلى بِلًى
يريدُ أَمامًا وهو رهْن التخلُّفِ

مَلَلْنا من الأحلامِ والعيشِ في مُنًى
يبدّدها صوتٌ كثيرُ التأسُّفِ

وتُقنا إلى نَصْرٍ تسيرُ له خُطى
تحاذِرُ ورطاتِ الجَفَا والتطَّرُّفِ

تَوخَّى سبيلَ المؤمنينَ بصيرةً
وليسَتْ بإعصارِ العواطِفِ تحتفي!

وتُعْظِمُ حقَّ اللهِ، لا حَقَّ ذاتِهَا
وتنصُرُ دينَ اللهِ لا رأيَ مُرجِفِ

فلَنْ تستعيدَ القدسَ نَفْسٌ تلطَّخَتْ
برَفْضٍ وإشراكٍ وفِكرٍ مُخَرِّفِ

دَعونَا من التهويلِ والهَوَسِ الذي
تَرَدّدُهُ الدنيا على كُلِّ مَوْقِفِ

وعودوا إلى نَبْعِ الصفاءِ بِهِمَّةٍ
ترومُ سموقًا فوق حَشْدِ التقصُّفِ

#ناصر_الخزيم


21 / 3 / 1439

ليست هناك تعليقات: