الأربعاء، فبراير 21، 2018

صَوتُ أبي !

في أبي رحمه الله، الذي رحَلَ وهو يُحاولُ أن يقول لنا شيئا فأعياهُ المرض -أعظم الله له الأجر وأسكنَه فسيح جناتِه!-


ذهبَتْ في حُلوكةِ الفَقدِ نفسٌ
كانت الظّلَّ وارفًا في الهجيرِ

كانت الحُبّ والأمانَ، وكنّا
بذرةً في ثرَى رُباها النضيرِ

"يا أبي"..
ليتَ أنّ صوتًا كبشرىٰ
يهتكُ الحُجْبَ بالجوابِ المنيرِ!

"يا أبي"..
ليت أنّ همسَةَ بوحٍ
أو عتابٍ تجيءُ مثلَ العبيرِ

يا أبي، صوتُكَ المُعلّمُ كُتْبٌ
لستُ فيها سوى كتابٍ صغيرِ

آهِ، يا ليتَ أنَّ في فيكَ شيئا
من بقايا الحروفِ تروي ضميري

قد بدأنا بصفحة العمرِ عُمرًا
كلّ صُبحٍ تقولُ: "قُمْ يا صغيري"

وانتهتْ قصةُ الحياةِ بلحدٍ
هل إذا قلتُ: قم! تجيبُ زفيري؟!

أسأل الله أن يمنّ بعفوٍ
فأبي في جوارِ ربٍّ غفورِ!


ناصر بن عبد الله بن ناصر الخزيّم

ليست هناك تعليقات: